/ صفحه 93/
ستجربها أمريكا في ابريل القادم تعادل الواحدة منها خمسين مليون طن من أقوى المتفجرات، ومعنى ذلك أن القنبلة الواحدة تعالد (2500) مرة قدر قنبلة هيروشيما الذرية، اذ كانت قوتها تعادل عشرين ألف طن من الديناميت.
وواضح أن كل هذه التقديرات لا يمكن أن يكون لها نهاية في العظم، بل ستزداد على ممر الايام طالماً يظل هذا التسابق الهيدروجينى جارياً، ذلك أنه بينما للقنبلة الذرية العادية كقنبلة هيروشيما حجم حرج لا تنفجر الا في حدوده، بمعنى أنه اذا قل حجم القنبلة عن قدر معين فهي لا تنفجر، واذا زاد عن حجم آخر معين فان التفاعل الذرى المتسلسل المسبب للانفجار يقف في الداخل، ولا يتم الانفجار، فليس للقنبلة الهيدروجينية حجم حرج، وكلما زادت المادة المعدة للانفجار (و يغلب على الظن أنها النظير الثانى للهيدروجين ويسمونه الديتريوم، ويحضرونه بكمية كبيرة ويفجرونه بقنبلة ذرية عادية مع كمية صغيرة من النظير الثالث للهيدروجين الذي يسمونه التريتريوم) كلما كانت قوة الانفجار عظيمة.
وعلى هذا الاساس فليس هناك من فضل لدولة على أخرى في هذا المضمار، فقد أصبح طريق الهلاك معروفاً لا حدود له، بل يبدو أنه سهل وأقل تعقيداً من القنبلة الذرية العادية، وليس المجال هنا لندخل في تفاصيل القنابل الهيدروجينية والقنابل الذرية، أو نشرح ما نسميه التجمع النووى والانفلاق النووى، أو نشرح ما هو جار في الشمس مصدر حياتنا من وجود نوع من تجمع أربع ذرات هيدروجين لتكوين ذرة واحدة من الهيليوم، فان المطلع يجد ذلك في كتابى الاخير الذي صدر في أغسطس سنة 1955.(1)
ومما هو جدير بالذكر أن وجود غلاف من مادة الالومنيوم، أو مادة الكوبلت أو غيرها حول هذه القنبلة يجعل منها عند انفجارها وجود مواد تكتسب نشاطاً اشعاعياً خطيراً يبقى أثره مدة طويلة تودى بحياة الانسان وتدمر