/ صفحه 60/
قلت: نعم ان صيغة الفعل لاتهمنا من حيث الجوهر ولكن من المهم أن تكون نزلت في أهل الكتاب أو في غيرهم، فلوسلمنا أنها نزلت في الاولين لكان حكمها غير منصب على المسلمين.
قال: منطق يجهله صاحب المنطق ومن جاء بعده ويجىء من المنطقيين حتى يوم الدين، فأنت بمنطقك هذا غير المنطقى تعنى ضرورة أن المسلمين اذا فرقوا دينهم و كانوا شيعاً غير مؤاخذين أو غير مأخوذين بهذا العقاب عقاب أنه عليه الصلاة و السلام منهم براء براءة كاملة شاملة كل شىء، فأنا وأنت ومن نهج نهجنا مثلا مسلمون على طريقتنا طريقة شيخك.. أنا على رأس الفرقة وأنت والاتباع و الاشياع تحت لوائها نحارب فنقتل ويقتلنا غيرنا من الشيع الاخر، فكل مسلم على طريقه من الحق له أو عليه أن يقتل غيره من المسلمين ما دام على طريقة أخرى، ويكون معنى الاية مزدوجاً، فهي من وجه تفيد أن الرسول برىء من أهل الكتاب الذي فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، ومن وجه آخر تفيد أن للمسلمين أو عليهم - فلست أدرى أتراه أمراً واجبا أم جائزاً - أن يفرقوا دينهم وأن يتشكلوا شيعاً على رأس كل شيعة منها شيخ أو زعيم أو رئيس أو أمير أو سمه ما شئت فتلك مسألة شكلية أو اسمية لا تثير اشكالا وانما المهم أن يحرض كل شيعته على قتال الشيع الاخر... وكذلك تتحق الفرقة التي اجازتها الاية الكريمة متى فسرناها بمقتضى منطقك هذا العجيب.
قلت: واضح أنى لا أقصد الى هذا المنطق. فلو ثبت أن النص انما نزل مخبراً عن أهل الكتاب فلا أكثر من أنه أعلن براءة الرسول من قوم هذا شأنهم.
قال: بل ثم أكثر من هذا وهو أنه سبحانه وتعالى ينهى المسلمين أن يكون هذا شأنهم. ذلك ان ثبت كما قلت أن الاية نزلت في أهل الكتاب، لان القرآن لا يقص علينا قصص غيرنا الا واعظاً ومذكراً... انى لابدىء وأعيد وأكرر ثم أعود مبدئاً و معيداً أو مكرراً أن أسباب النزول المباشرة لا تعنينا بوصف كوننا