/ صفحه 61/
مسلمين وانما تعنينا بوصف كوننا من أصحاب البحث والدرس. والله وحده يعلم مؤدى البحث والدرس في أمور مضى عليها قرون تلو قرون.
قلت: يعرف أصحاب القانون شيئاً اسمه الاعمال التحضيرية، فالنص وليد ملابسات شتى تعين على فقهه.. والقرآن هو النص المقدس الاعلى افتريدونه مجرداً عن السوابق؟ وما عسى أن يكون علة نزوله؟
قال: انه لم ينزل لينظم حياة قوم عاشوا في القرن السادس الميلادى لايتعداهم بل نزل لينظم حياة الادميين الى يوم الدين، فأسباب نزوله قائمة ما قامت الحياة الادمية.. ومع هذا ليكن لك ما أردت وليكن لسبب النزول كما رواه زيد أو عمرو قوة الاعمال التحضيرية للقوانين الوضعية فهل هذه الاعمال التحضيرية ملزمة؟
قلت: الا تكن ملزمة فلا أقل من الاستئناس بها.
قال: أو كما قال صاحب القاموس:
((الانس: البشر كالانسان الواحد انسى، وأنسى جمعه أناسىّ وقرأ يحيى بن الحارث وأناسى كثيراً بالتخفيف، وأناسية وآناس، والمرأة انسان وبالهاء عامية و سمع في شعر كأنه مولد:
لقد كستنى في الهوى * * * ملابس الصب الغزِل
انسانة فتّانة * * * بدر الدجى منها خجِل
اذا زنت عينى بها * * * فبالدموع تغتسِل
والأُناس الناس، وأنَس بن أبى أُناس شاعر، والإنسى الايسر من كل شىء و من القوس ما أقبل عليك منها، والانسان الانملة وظل الانسان ورأس الجبل و الارض لم تزرع، والمثال يرى في سواد العين جمعه أناسى وانسك وابن انسك صفيك وخاصتك، والابوس من الكلاب ضد العقور جمعه أنس، ومئناس، امرأة، وابنها شارع مرادى والاغرّ بن مأنوس اليشكرى شاعر جاهلى، والانيس الديك والمؤانس وكل مأنوس به، وبهاء النار كالمأنوسة، وجارية آنسة طيبة النفس و الانس بالضم وبالتحريك، والانسة محركة ضد الوحشية، وقد أنس به