/ صفحه 59/
لقداسة الاثار وأصحاب الاثار الذين تأبى الا أن تهيل عليهم التراب أو تعفى عليهم وعلى آثارهم بالطريقة التي ترتضى؟ ان شيخك هذا الذي يحاورك قد يؤلف سفراً أو أسفاراً في أسباب نزول القرآن ولكن ذلك شىء والامر الذي نعالجه شىء آخر.. فأنا أزعم لك أن لا وسيلة للقطع بأن ثابتاً أبا زهير انما لقب تأبط شرأ لانه تأبط سكيناً أو أفاعى أو شيئاً آخر، ثم أضفت أنه أمر عسير المنال أو متعذر أن تقطع بصحة رواية مادام ثم روايات أخر حتى في أسباب نزول القرآن المبين بله أحاديث الشعراء وقصص المتصعلكين... ادرس ما اتسع لك حقل الدرس وابحث ما تراكم أمامك كثبان البحث ولكنك قبل هذا مكلف أن تعلم وتعتقد أنه صلى الله عليه وسلم براء من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً براء منهم من أقوالهم ومن أفعالهم ومن كل شىء يمت اليهم بسبب.
وانه ليبدو أن أسباب النزول ما زالت قائمة أعنى أنها أحداث مستمرة فلقد فرقت الناس مثلا الذين قبل بعثة خاتم الرسل وعلى عهده وبعد انبعاثه (عليه السلام) الى الرفيق الاعلى حتى في الامور التي تعينت بذواتها وصفاتها فلقد تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب.. وتبت يدا غير أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب، وهو وغيره ممن سبق واجتمع ولحق سواء في التب، وصلاء النار ذات اللهب.
قلت: وفي المرأة حمالة الحطب مغلولة الجيد بحبل المسد.
قال: وفيها دون أدنى ريب فأنت واجد أبا لهب وامرأته حمالة الحطب في كل بيئة من البشر وفي كل فترة من الفتر، فتر هذا الدهر الطويل الدائم الممدود على حد تعبير لبيد.
قلت: ان الذين فرقوا دينهم قرئت (فَرَقوا) بالتخفيف.
قال: وفارقوا بالالف، ولا عليك فسواء فرّقوه أو فَرقوه بالتخفيف أو فارقوه بالالف فكلها مؤدية الى الفرقة أو كلها من (فرق) مصدراً أو (فرق) فعلا فلست أدرى أمؤثر أنت أصلية أم مؤثر أصلية الفعل الماضى؟