/ صفحه 58/
ومكان، أما لماذا أو فيمن نزلت خاصة فقل ما شئت أو شاء لك أصحاب الرواية: أنزلت في المشركين، أم في أهل الكتاب، في هؤلاء جميعاً، أم في اليهود وحدهم، أم تراها نزلت في المسلمين أهل الضلال والبدع، وجماعات الاحزاب والشيع التي تفرق الكلمة وتمزق الوحدة، أ مراها نزلت في كل من تقدم. فهو وصف متى تحقق في فرد أو جماعة فهو أو هي من جملة الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً و ليس منهم صاحب الرسالة عليه صلوات الله، ليس منهم، ولا يجتمع بهم في شىء، فأنت ترى براءته منهم حازمة كاملة شاملة كل شىء.
قلت: تريدون متعلق (في شىء) فهي حال من الضمير....
قال: صه وقل ان شيئاً كائنا ما كان لا يمكن أن يجمع من أنزل عليه القرآن بأولئك الذين فرقوا دينهم فكانوا فرقاً أو شيعاً أو وحدات متميزة من تلك الوحدة الدينية التي جمعت ما وصى به نوحاً والنبيين من بعده حتى خاتم الانبياء و المرسلين عليه صلوات الله والملائكة والناس أجمعين أما متعلق الجار والمجرور و كونه حالا فشىء يعنى النحاة وحدهم.
قلت: فها أنتم أولاء ترجحون قولا على أقوال شتى أو لعلكم تقطعون بأنها انما نزلت في أصحاب الضلال والبدع والاحزاب والشيع من المسلمين.
قال: انطباق الحكم عليهم لا ينفى أنه انطبق على غيرهم فأنا لا يعنينى المناسبة أو الغرض أو السبب المباشر في نزول الاية واذا عنانى فلست أملك الوسائل أو الوثائق التي تقطع بصحة هذا السبب أو ذاك.
قلت: فأنتم اذاً تصرفون أو تحاولون صرف العلماء وأصحاب البحث والدرس عن دراسة أسباب النزول.. وانها لمحاولة - لو أنجحت - فسلام على دراسات و بحوث واعتراضات واجابات يعلم الله وحده كم كلفت الرؤوس الكبيرة والقلوب الذكية من جهد وعناء واذاً فعلى آثار من ذهب العفاء.
قال: صبراً قليلا ولا أقول جميلا فأنت تستصرخ غير مستصرخ وتندب وتلطم في غير جنازة والا ففيم الويل والثبور وعظائم الامور، ومن عرض