/ صفحه 56/
واسماً أتى وكنية ولقبا * * * وأخرن ذا ان سواه صحبا
أو كما قيل:
… * * * وذا اجعل آخراً اذا اسماً صحبا
فأنت تلعلم أنهم أخذوا على ابن مالك قوله وأخرن ذا ان سوه صحبا، لان اللقب والكنية عدلان من حيث التقديم والتأخير، ولا كذلك في اللقب والاسم فللاخير الصدارة، فأما قول الشاعر:
بأنّ ذا الكلب عمراً خيرهم حسبا * * * ببطن شريان يعوى حلوله الذيب
قلت: أنا في غنى عن جواب أما.
قال: ولكن غيرك قد يطلع على حديثنا، وقد يعنيه أن يعرف تفصيل مسألة الاسم والكنية واللقب، فقد تجتمع جميعاً، وقد يجتمع الاسم والكنية، وقد يجتمع الاسم واللقب، وقد تجتمع الكنية واللقب وقد...
قلت: قد أستطيع أن أؤكد لكم - وقد للتحقيق - أن أحداً ممن يطلع على حديثنا لا تعنيه هذا المسألة. ذلك بأنه اما أن يكون من طرازكم عارفاً لا يعرف، واما أن يكون من طراز آخر يشغله أمور كثيرة عن الاسم والكنية واللقب.
قال: وعمرو ذو الكلب قتيل بطن شريان، انه ليس نحواً ولا صرفاً، وقد يكون من الخير أن تعرف ويعرف غيرك خبره... ماخطبه وكيف ولماذا قتل؟ وقبل هذا وذاك ما هويته؟ وبعد ذلك كله تلك المرثية المقولة فيه التي مطلعها:
أبلغ هذيلا وأبلغ من يبلغها * * * عنى حديثاً وبعض القول تكذيب
أشعر نسائى هذا أم رجالى؟ وأيا كان قائله ذكراً أو أنثى فما قيمتها من حيث الفن؟ وشىء آخر له خطورته: أثابتة هي لمن نسبت اليه أم مقول انها منحولة؟
قلت: كلها أمور ذات خطر، ولكنى قبل أن نعرض لها أحب أن نعود الى ثابت هذا الذي يكنى أبا زهير فالله يعلم أن اسمه وكنيته لم يغنياً في تعريفنا اياه،