/ صفحه 444/
في المملكة العربية السعودية أخيراً بقوله: " إن الهند تكن كل حب واحترام للمسلمين " ولعل هذه هي الصورة التي يتجلى فيها هذا الحب والاحترام في الهند ".
هذا ما بينت به " رسالة الباكستان " غرضها من نشر هذا الفصل في أحد أعدادها بعد ترجمته إلى اللغة العربية، ثم من إعادة طبعه منفصلا في كتيب غمر به المشتغلون بالعلم والدراسات الإسلامية وغيرها، ولعل نسخه التي وزعت قد بلغت عشرات الألوف عدا، وقد قرأنا الفصل المشار إليه الذي تعرض للرسول الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، فوجدناه يمثل لونا من ألوان الانحراف والتعصب الذي لا يعرف الانصاف علىهذا المقام الأقدس، شأن هؤلاء المستشرقين وأبناء جلدتهم ممن أولعوا بتشويه الإسلام، ورسول الإسلام.
بيد أننا لم نستحسن ما فعلته المجلة من ترجمة هذا الفصل الزاخر بالطعن على الرسول الكريم إلى اللغة العربية، ثم من نشره، ثم من تكرار هذا النشر مرة أخرى، فإن من الواضح إنها قدمت بذلك خدمة كبرى لمؤلف هذا الفصل ولأصحاب المصلحة في بث فكرته بين المسلمين وغيرهم، فهل كان يتهيأ لهم بهذه السهولة ما هيأته " رسالة الباكستان " أولا وثانياً ـ ولعلها تعتزم أن تهيئه أيضاً ثالثا ورابعا ـ من هذا النشر الواسع المنظم الذي استدعي كثيراً من الجهود، وكثيراً من النفقات؟
إن الفائدة التي تعود على الباكستان من إشاعة خطأ وقعت فيه دار هندية للنشر، لا تساوى عشر معشار الضرر الذي أصاب المسلمين يتعريض عقول أبنائهم وجمهور مثقفيهم إلى هذا اللون من الطعن والتلبس ونشر قالة السوء عن رسولهم الكريم بأيد إسلامية، وأموال إسلامية!. وإن من الأكرم للمسلمين أن يرتفعوا بمقدساتهم عن الزج بها في معترك الأمور السياسية.
وإذا لم يكن بد من التعرض لمثل هذا الفصل، وفضح الأغراض السيئة المتصلة به، أفما كان من الواجب أن يدرس ما جاء فيه علميا ويفند ويرد عليه رداً قويا وينشر هذا الرد معه؟.
* * *