/ صفحه 431/
لابد أن يصلوا بها إلى الاستفادة من هذه المساحات الخصبة الشاسعة في القريب ـ وإن أنس لا أنس شط العرب وهو يدخل بين هذه المساحة، تصور نهرين يلتقيان ثم يسيران نهراً واحداً إلى أن يصل هذا المجرى الموحد إلى مدينة البصرة وعلى ضفاف هذا النهر وبعرض 4 كيلو متر وبهذا الطول العظيم الذي يبلغ 80 كيلوا متراً توجد أغني بقعة في النخيل ـ شط العرب ـ كلمة يجب أن تهز أسماع كل عربي ليذكر أن في العراق 60 % من نخيل العالم.
هذه البصرة، هذه النهاية بشط العرب، هذه البصرة التي أنشأها عمر بن الخطاب وإن كانت نهاية البلاد العربية بداية بلاد إسلامية أغنى وأقوى، إيران بحقولها البترولية الغنية وشعبها الإسلامي الصديق ثم أفغانستان فالباكستان، هذه هي البصرة على الخليج الفارسي تذكرنا بعمر بن الخطاب وتنادينا أبناء العروبة أنه إذا كان هنا آخر البلاد العربية فهي ليست آخر بلاد المسلمين.
وفي مصر من الممكن أن تزداد مساحة الأراضي الزراعية بمقدار الربع أو أكثر دون أن يؤثر ذلك على احتياجات السودان الشقيق الذي يمكن أن يعتمد على الأمطار الغزيرة التي تغمر كل واديه، والذي لا ينقصه إلا الخبرة والسواعد التي يمكن أن تأتي من هنا ومن هناك طالما نحن بلاد عربية موحدة، بل إن من الممكن أن تزداد الأراضي التي تروى من الترع كما في مصر دون أن ينقطع عنا ذلك الرزق من المياه التي تتدفق والتي لم تنقطع عنا من قبل نشأة المدنية المصرية القديمة بأكثر من أربعين ألفاً من الأعوام.
وفي السودان منابع للثروة لا تفني فاراضيه خصبة وأمطاره غزيرة، وهو غني في الأخشاب بغاباته الفسيحة وأصماغه، وهو غني أيضاً بمعادنه، بحيث إنه مع البلاد العربية يكون ولايات متحدة جديدة في العالم.
وفي شمال أفريقيا أراض خصبة، ولقد هزني ما سمعته من تلك المناطق الشاسعة التي تسمى الجبل الأخضر، وهي التي أنفق عليها الإيطاليون مائتي مليون من الجنيهات، ثم تركوها تحت ضغط الاستعمار الانجليزي تارة، والأمريكي