/ صفحه 429 /
كلنا يعرف أن الارض هي الارض لم يتبدل فيها شيء، بل على العكس لقد اكتشف الأجانب في الوطن العربي موارد النفط الذي هوسر التقدم والصناعة في هذا العصر الذي نعيش فيه، موارد لم يكن ليعرفها سلفنا ولم يكونوا يستخدمونها، فهي تعتبر عاملا جديداً ـ كان يجب أن يكون ـ لتقدمنا على غيرنا من الأمم لا لتخلفنا عن غالبية الشعوب، موارد كان يجب أن نكون لنا لا علينا.
ولو أننا عرفنا بلادنا وما نتسع له من موارد وما تضم أراضينا من خيرات، لأمكننا أن نثق في مستقبلنا وأن نضع إصبعنا على علة تأخرنا فنضع الحلول السريعة فنخرج من ورطتنا ونتقدم بخطى سريعة إلى الانتاج ونصعد سلم الرقى، ولتبدلت حياتنا فعشنا فوق هذا الكوكب كما يعيش غيرنا من أرقى الأمم.
ولنبدأ بهذا التساؤل الذي يجول في خاطر كل مفكر ـ ما هي البلاد العربية؟ أو بالأحرى ما هو هذا الجزء من العالم الإسلامي الذي يعتبر الوطن العربي الاصل فيه؟ والذي أقدر أن تعداده يبلغ حوالي 75 أو 80 مليونا من البشر، يسكن وادي النيل فهي حوالي 30 مليونا، ويسكن غرب هذا الوادي 25، ويسكن شرقه 25 مليونا أخرى ـ وأقصد بتعريف هذه النواة للعالم الإسلامي ما هي موارده؟ وهل هي كفيلة أن يعيش أهله في رخاء وهناء كما يعيش العالم الغربي؟ وأين تذهب هذه الموارد وكيف تستغل وهل هذه الموارد لأهلها أو هي لغيرهم؟.
ونظرة إلى البلاد العربية، نظرة إلى الفرات ودجلة والنيل العظيم، نظرة إلى حقول البترول في العراق والكويت والمملكة السعودية العربية، نظرة إلى جبال لبنان، إلى الأرز وضهور الشوير وجبال سوريا الشقيقة إلى اليقين وبلودان، مواضع السياحة النادرة والمناظر الخلابة، نظرة إلى شمال أفريقيا الممتدة على البحر الأبيض المتوسط بحر المدنيات؛ تعرفنا أننا ـ كمجموعة وبالنسبة لعدد السكان الذي ذكرناه ـ نعتبر من أغنى بلاد العالم، وإني أكتب هذا ليطالعه شباب العرب ذوو البأس والقوة وذوو العزة والمنعة، ليطالعه رجال الفن مهندسين وغير مهندسين، ليطلع عليه رجال الاقتصاد ومن بينهم من بني جلدتنا الفطاحل في هذه