/ صفحه 41/
علينا النعرات الطائفية، وأن يرغب المثقفون عما يقال لهم عن الطوائف، ويميلوا إلى الاطلاع بأنفسهم على ما عند كل طائفة.
أما فريق المتزمتين فشأنهم ألا يعجبوا بمثل هذه الفكرة، لأنهم لا يودون الرجوع إلى النهج السوى، ويفضلون البقاء على ما هم فيه. وهؤلاء هم دعائم التفرق في كل عصر، لأنهم يصورون كل مذهب بالصورة التي يرونها لا بصورته الحقيقية، وما
الشقاق بين المذاهب الإسلامية بنتيجة اختلاف على عقائد وآراء فيها، بل من نتيجة مفتريات تقال عن أربابها.
ألم ينسب المتزمتون إلى خمس المسلمين عقائدَ هم براء منها؟ ألم يقولوا إن الشيعة تعتقد بالحلول؟ ألم يقولوا إن الشيعة تعتقد بأن الرسالة كانت لعلى وأن محمّداً أخذها؟ ألم يقولوا أن للشيعة قرآنا غير هذا القرآن؟.
ومثل هذه المفتريات كانت تقال عن الشيعة بينما أسانيد الشيعة في متناول اليد وكان بالإمكان الاطلاع على أي كتاب شيعي أو السفر إلى أي بلد شيعي للتأكد من أن هذا كذب وبهتان.
وهاقد جاء دور الإصلاح، ووقف رجال باسم التقريب يتحدَّوْن أي إنسان أن يأتى بسند واحد يثبت أن مذهباً واحداً من المذاهب الإسلامية المعروفة يقر أمثال تلك الخزعبلات.
نحن لا نتكلم عن القرامطة والباطنية ولا عن غيرهم من الفرق البائدة التي يقال أنهم كانوا كذا وكيت، ولا نقف منهم موقف الدفاع، وإنما نتكلم عن الشيعة الذين يبلغون خمس المسلمين عددا، ويسكنون بالعراق وسوريا وإيران والهند واليمن وغيرها من البلاد، ولهم فقهاؤهم وآراؤهم واجتهادهم، ولهم مراكزهم الدينية وجامعاتهم العلمية، وكتبهم تملأ المكتبات.
لقد جاء التقريب على أساس فكرة التعارف العلمي، وأوجد مركزاً لمن يربد أن يعرف كثيراً أو قليلاً عن المذاهب الإسلامية المعروفة، ولكن المتزمتين يحكمون على أي مذهب دون أن يتعبوا أنفسهم بالاطلاع على كتبه،