/ صفحه 386/
الأنعام، أقول محاولة تغيير خلق الله فالحقيقة الواقعة أن تغيير خلق الله ليس في حين الإمكان.
قلت: إن الآية من القرآن الكريم لتصلح حجة لكلا الطرفين المتخاصمين، فالرجال قوامون على النساء إذا تحقق فضلهم وإنفاقهم عليهن، فإذا كانت هي ذات الفضل والانفاق على الرجل أفيظل قواما عليها، وإذا أجبت إيجاباً أفلا تكون معبرا عن غير الواقع عملا، إذ العلة تدور مع المعلول وجوداً وعدما؟ إن في مجتمعنا الحديث لطائفة كثيرة من النساء الفضليات اللواتي برزن في ميدان الخدمة العامة والخاصة، وأصبحت عن جدارة موجهات ومديرات لأعمال ذات خطة في الحياة، وقد تكون الواحدة منهن زوجا لرجل نكرة في الرجال، أفال تسمعون أسماء كثيرة لسيدات مشرقات ولا تسمعون أسماء أزواجهن إلا ان تضاف اليهن أفترون سيدة هذا شأنها حرية أن يقوم عليها رجل نكرة هي أداة تعريفه؟.
قال: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخوانهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون … وقرن في بيوتكم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ".
أفليست هذه آيات بينات محكمات حاكمات لسلوك النساء المسلمات فيما شئت من مجتمعات … أو ترى المرأة التي تحيا تحت ظل هذه الأحكام مستطيعة أن تبرز في ميدان الأعمال العامة والخاصة، فتتزوج رجلا هي أداة تعريفه وذات الفضل والإنفاق عليه، وبالتالي هي القوامة عليه؟ إن آيات " النور " و" الأحزاب " هي الأصول التي تتفرع عنها الأحكام الخاصة بالمرأة: حقوقها والتزاماتها، فإذا أهملتم هذه الأصول فغير منطقي أن يكون الرجال قوامين على النساء ولهم عليهن درجة " وللذكر مثل حظ الأنثيين " إلى آخره.