/ صفحه 384/
المجد سباق إلى غاياته عنيف يرجع صوته مجلجلا بالأمر والنهي فيما يعرض له ولرفقته من عوارض العيش.
قلت: لا يعول على امرأة … نغمة جاهلية مرذولة لكأنها من غير الآدميين ولكأن الرجل بالقياس إليها أعلى درجة والله يعلم أنهما شقيقان عدلان، ولكنه الجور الاجتماعي جعل الرجل فوق المرأة من حيث الوضع، وإن لم يكونا كذلك من حيث الطبع، على أنه ظلم آن له أن ينجلي، وقد انجلى بالفعل إلا في النر اليسير من البيئات البدائية التي ستؤول حتما إلى الفناء وعلى آثار من ذهب العفاء.
قال: أما أن الرجل فوق المرأة فليس ذلك فعل الوضع الاجتماعي كما تقول، ولكنه الطبع كما شاء الله أن يكون، سنة الله " ولن تجد لسنة الله تبديلا " فالرجال قوامون على النساء، ولهم عليهن درجة، تلك هي الحقيقة مجردة من تزويق النسائيين وتنميق المنافقين، فأما أن تكون ضريبه لا تنقص عنه ولا يزيد عليها شيئا فذلك هو الوضع الاجتماعي التصوري المجافي الصورة الوجود الحقيقي … غالبوا الطبيعة ما شئتم، ومدوا بأسبابكم إلى السماء، ثم اقطعوا ما قدرتم، فما غالب الفطرة مغالب إلا باء بالخيبة وسوء المصير.
قلت: إذا جاءت الطبيعة بصورة ينفر منها الذوق، فإني أستطيع بوسائلي الصناعية أن أهذب الصورة وأحسنها وأنقلها من جفاء الوحضية إلى رقة المدنية.
قال: إنك تستطيع أن تنسق الطبيعة متسقا معها لا مناقضا إياها، فالثمرة التي تنضج في ستة أشهر يمكن أن يتم نضجها في ثلاثة متى سلطت على أمها المنشطات، ولكنك إذ تفعل إنما تعين الشجرة وتزيدها غذاءً يعجل لك الثمرة.
قلت: بل أستطيع أكثر من هذا، أستطيع أن أكرهها على أن تغير من طبعها فأعمد إلى جذورها النازلة طبعاً فأفرغ ما تحتها من تراب وأجعله إلى أعلى وهكذا أدفع الجذور دفعا إلى أن تتخذ غير طريقها الأصلي، ثم أعمد إلى فرع الشجرة فأكرهه على أن ينزل إلى الدرك الأسفل وحقه في الأصل الدرك الأعلى.