/ صفحه 347/
وانظر بعد ذلك إلى قوله تعالى: " كتب ربكم على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ". " ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ". " ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ". " قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون ". " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ". " يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا شهدنا على أنفسنا، وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ".
كل هذا عرضت له السورة تقريراً لقضية البعث، وبيانا لما سيسجلونه على أنفسهم حينما يصيرون إلى دار الجزاء ويرون بأعينهم آثارها فيهم.
استطراد بالاشارة إلى طرق القرآن
في الاستدلال على قضية البعث:
ومن الخير أن نشير هنا إلى أن للقرآن الكريم طرقا شتى في الاستدلال على قضية البعث، فهو يستدل عليها بخلق السموات والأرض " أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ". " أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي يخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى " ويستدل بخلق الإنسان: " يأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة " ويستدل بقياس الخلق الثاني على الخلق الأول: " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ". " فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة ". " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ". " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " ويستدل بإحياء الأرض بعد موتها: " وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا