/ صفحه 346/
كل هذا ونحوه عرضت له السورة تفصيلا لنعم الله وآثار قدرته فيما يختص بالسموات والأرض وفيما يختص بنعمه على الإنسان.
ثم انظر قوله تعالى: " وهو القاهر فوق عباده ". " وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ". " وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظه حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ". " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ". " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ". " وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ". " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ".
كل هذا مما عرضت له السورة تفصيلا لنعم الله في الإنسان وإرشاداً إلى آثار قدرته فيه وسلطانه عليه.
ثم أنظر قوله تعالى: " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ". " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى اليّ ". " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ". " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين، وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضى الأمر ثم لا ينظرون، ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليه ما يلبسون " " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ". " وهذا كتاب أنزلنا مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها ". " وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل الله، الله أعلم حيث يجعل رسالته ".
كل هذا عرضت له السورة بيانا لحكمة رسالته إلى البشر، ومهمة رسله، وبيانا لما عرض للمعاندين من شبه وأوهام، صرفتهم عن قبول الحق والاعتراف برسالة الله إلى خلقه.