/ صفحه 219/
ثم تحدث عما يثبته القرآن من قوانين وسنن كونية، كتصديقه لقانون العلية العامة وإثباته ما يخرق العادة، ومن كون المؤثر الحقيقي في الأشياء بتمام معنى الكلمة ليس إلا الله عز سلطانه، ومن أن القرآن يعد المعجزة برهانا على صحة الرسالة لا دليلا عامياً، إلى غير ذلك من الجزئيات الهامة التي تضمنها هذا البحث الدقيق.
وإننا لنحيي المؤلف العلامة، وندعو له بدوام التوفيق، وأن يبارك الله للمسلمين في حياته، وبالله التوفيق.
أطلس التاريخ الإسلامي:
يذكر القراء إن " دار التقريب " مهتمة بأن تيسر للباحثين في الشئون الإسلامية معرفة عدد المسلمين في مختلف بقاع الأرض، وأننا نشرنا في العدد الثاني من السنة السابعة إحصاء توخت فيه " دار التقريب " الدقة على حسب معلوماتها وموازنتها.
وبهذه المناسبة نذكر أن بين أيدينا الان (أطلس التاريخ الإسلامي) الذي نقلته إلى العربية أخيراً مؤسسة " فرانكلين ـ بالقاهرة " بترجمة وتحقيق الأستاذ إبراهيم زكي خورشيد، عن الطبعة الأولى التي ظهرت بالانجليزية سنة 1951.
ويهمنا الان أن نبادر فنقرر أن هذا الأطلس ـ من غير شك ـ تحفة علمية فريدة فازت بها اللغة العربية، ففيه يلتقى المؤرخ بالجغرافي، إذ يجد كلاهما العالم الإسلامي في مختلف بلاده مرسوماً بمواقعه وحدوده وسائر المعارف الجغرافية عنه، في مصورات متلاحقة لكل قرن، ويفيد منها الجغرافي في دراسته للجغرافيا التاريخية، أي حالة كل قطر من الأقطار، أو إقليم من الأقاليم، في العصور المتقدمة، ويرى فيها المؤرخ صوراً ناطقة توضح حقائق التاريخ حتى تكاد العين أن تراها.
بيد أن ما ورد بهذا الأطلس عن عدد المسلمين في العالم الان ينقص كثيراً عما ذكرناه، ونعتقد أن من أهم أسباب ذلك أن بعض البلاد الإسلامية لم يتحدد عدد سكانها بالضبط لأسباب مخلتفة، وأن بعضا آخر مما يشترك فيه المسلمون