/ صفحه 192/
ويمكن أن نقسم هؤلاء الشعراء إلى طوائف ثلاث:
1 ـ الطائفة الأولى تأثرت تأثراً قوياً بمذهب العقاد، وخلاصته أن الشعر صدق في التعبير، واستقلال في النزعة.
2 ـ والطائفة الثانية تخرجت في مدرسة (أبو لو) وهي مجلة أنشأها الدكتور أحمد زكي أبو شادي، ومذهب القائمين على هذه المجلة (توجيه الشباب إلى النواحي التجديدية التي يفتقر إليها الشعر العربي سواء في الصياغة أو في المواضع الإنسانية أو في الروح الفنية العالية، والدعوة إلى الشعر الوصفي، والشعر القصصي والتمثيلي بصفة خاصة والى التخلي بقدر الامكان عن القافية الواحدة، والى العزوف عن شعر المناسبات الوقتية إلى دراسة الحياة والتفاعل الصادق معها مع التعبير عن عصرنا عن طريق التعبير عن نفوسنا في غير ما تكلف ولا تصنع).
وهذا في الحقيقة ليس مذهباً شعرياً من المذاهب المدروسة التي لها أصول وقواعد ترجع اليها، وإنما هي دعوة إلى أن ينتهج الشعراء هذه النصائح، وهي شبيهة بهذه الجماعات التي تألفت لخدمة الشعر من حيث التوجيهات التي ترى كل جماعة أن توجه إليها الشعراء، ونلاحظ أن جماعة تألفت في ذاك التاريخ، هي (جماعة موسم الشعر) وقد برز في منهجها المحافظة على خصائص البيان العربي، والتمسك بضوابط اللغة، والجرى على السنن العربي، والذوق العربي، في حين حاولت جماعة أبولو أن توجه الشباب إلى النواحي التجديدية في الصياغة وفي الموضوعات وفي الروح، وتتفق الجماعتان في الدعوة إلى مما شاة الشعر لحاجات العصر، وتهيئة الفرص أمام الشباب لتقويم ملكاتهم، غير أن مدرسة (أبولو) ظفرت بمريين، أثرت فيهم، وبثت في أرواحهم روحها، في حين لم تظفر جماعة موسم الشعر بغير قصائد قدمت إليها من شعراء كان كل منهم قد ثبت على ما طبع عليه.
3 ـ أما الطائفة الثالثة فهؤلاء الذين لم يتلمذوا لأشخاص أحياء، وكان لكل منهم نهجه الخاص به، وأكبر الظن أنهم تأثروا بما قرءوا، فمنهم من استمد