/ صفحه 155/
فلم تبدر منه أية بادرة تنم على ألم أو توجع حتى مرّ بالجماعة بدون أن تفطن لفعلته. وهكذا نجحت مغامرته; ولكن نجاحها كان على حساب حياته; فقد مات عقب ذلك متأثراً بجراحه.
* * **
وأما جماعة الحسديين Essةniens فكانت احدى فرق ثلاث انقسم اليها اليهود في القرن الثانى قبل الميلاد(1). وقد نددت هذه الجماعة بنظام الملكية الفردية وما يجره هذا النظام على المجتمع من نتائج وخيمة، ونادت بالملكية الجماعية ووجوب المساواة بين الناس وأن يعيش العالم في سلام دائم، وحاربت البذخ والترف و الحياة الناعمة التي كان يحياها الاغنياء، ودعت الى الزهد والتقشف، وطبقت مبادئها هذه على أفرادها الذين اعتزلوا المجتمع الاسرائيلى، وعاشوا جماعات حول شواطىء البحر الميت فقد ألغوا فيما بينهم نظام الملكية الفردية وجعلوا جميع ما تحت أيديهم من ارض ومنقول وملابس وأطعمة ومتاع ملكاً جماعياً شائعاً يحفظ ما يزيد منه عن الحاجة العاجلة في مخازن عامة، ويشرف على شئون ادارته وتوزيعه حراس يختارون من بينهم بطريق الانتخاب العام المباشر، ويتفرغون كل التفرغ لاعمال وظيفتهم هذه، وحتى المنازل نفسه اعتبروها ملكاً جماعياً، وتركوها في كل قرية من قراهم مفتحة الابواب لكل ((رفيق)) من جماعتهم، سواء أكان من أهل القرية أم كان قادماً من خارجها، وكما ألغوا الملكية