/ صفحه 127/
على وجه عام، وسيتضح لنا فيما بعد حينما نصل الى الاعراف ان شاء الله تعالى، أن منهجها يخالف منهج الاعراف رغم اشتراكهما فى وقت النزول، وفى الهدف الذى رمت كل منهما اليه.
* * *
سورة الانعام متميزة فى أهدافها عما قبلها:
وسورة الانعام، لم تعرض لهدف من الاهداف الاصلية التى تميزت بها السور الاربع المدنية قبلها:
فهي أولا: لم تعرض لشىء من الاحكام التنظيمية لجماعة المسلمين، كالصوم و الحج فى العبادات، والعقوبات فى الجنايات، والمداينة والربا فى الاموال، وأحكام الاسرة فى الاحوال الشخصية.
وهى ثانياً: لم تذكر فى قليل ولا كثير شيئاً يتعلق بالقتال ومحاربة الخارجين عن دعوة الاسلام.
وهى ثالثاً: لم تتحدت فى شىء ما، عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، و كذلك لم تتحدث عن طوائف المنافقين ولا عن أخلاقهم السيئة ومسالكهم المظلمة.
وهى رابعاً: لا نجد فيها مع ذلك كله نداء واحداً للمؤمنين باعتبارهم جماعة تنتظمها وحدة الايمان، لا نجد فيها شيئاً من هذا كله كما وجدناه جميعاً فى السور الاربع السابقة.
* * *
أهداف السورة اجمالا:
وانما نجد الحديث فيها يدوره بشدة وقوة حول العناصر الاولى للدعوة، ونجد سلاحها فى ذلك، الحجه المتكررة والايات المصرفة والتنويع العجيب فى طرق الالزام والاقباع: تذكر توحيد الله فى الخلق والايجاد وفى العبادة والتشريع و تذكر موقف المكذبين. وتقص عليهم ما حاق بأمثالهم السابقين، وتذكر شبههم فى الرسالة. وتذكر يوم البعث والجزاء وتبسط كل هذا بالتنبيه الى الدلائل