/ صفحه 125/
بالحق، ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك)) الاية 60، مع الاية: ((انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله)) الاية 105.
ثم عرضت للتنظيم الخارجى فى الحرب والسلم، ابتداء من قوله تعالى: ((يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً)) الاية 71. الى قوله تعالى: ((و لا تهنوا فى ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، وكان الله عليماً حكيماً)).
أما فى جانب المناقشة، فقد عرضت لغلو بعض أهل الكتاب فى قولهم على مريم و ولدها عيسى، ولغو البعض الاخر فى شأن الالوهية. ثم تتجه الى دعوة الناس جميعاً الى الحق الذى أوحاه الله الى محمد، وأوحاه الى النبيين من قبله ((يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم نوراً مبينا، فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم فى رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطاً مستقيماً)).
* * *
سورة المائدة وما تضمنته من التشريعات الداخلية:
ثم تجىء سورة المائدة، فتأخذ سبيل أخواتها أيضاً، فتشرع للمسلمين فى خاصة أنفسهم، وفى معاملة من يخالطون من أهل الكتاب، مع الارشاد الى طرق محاجتهم والتنبيه على أخطائهم وتحريفهم للكلم عن مواضعه، وتذكيرهم بسيئاتهم مع أنبيائهم، وقد استغرق ذلك معظم السورة.
أما فى التشريع للمسلمين فقد وجهت اليهم ستة عشر نداء بوصف الايمان، لم توجد فى سورة غيرها. قررت فيها مسئولية التعاقد والمحافظة على الشخصية الدينية، وما يجب القيام به حين ارادة الصلاة، كما بينت علاقة الانسان بطيبات الحياة وأوجبت المحافظة على العقل، وحددت موقف المسلمين مع من يعبث بحقوقهم ويتخذ دينهم هزواً ولعباً. كما عرضت الى تشريعات جزئية فى حلال الطعام وحرامه، وفى الاستقسام بالازلام، وحكم الصيد بالحيوانات المعلمة، و التزوج