/ صفحه 124/
عام الايات ابتداء من قوله تعالى: ((و اذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم. الاية 121)) الى قوله تعالى: ((و لله ملك السموات و الارض والله على كل شىء قدير. الاية 189)). ثم تختم السورة بالارشاد الى الطريق الذى يصل بالانسان الى الايمان الحق الذى ختمت به سورة البقرة، والتى مهّدت به سورة الانعام: ((ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب)). وتذكر جزاء المؤمنين الصادقين الذين اتقوا ربهم، والذين لايشترون بآيات الله ثمناً قليلا. وتكون خاتمة المطاف فى سورة آل عمران تلكم النصيحة الغالية التى هى بحق أساس كل تركيز. وعماد كل عزة وسمو: ((يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)).
سورة النساء وعنايتها بتنظيم جماعة المسلمين:
وعلى أساس من مشاركة النساء لزميلاتها المدنيات فى أصل الهدف، تناولت الامرين: تنظيم جماعة المسلمين، ومناقشة أهل الكتاب فى موضوع الالوهية والرسالة، غير أن عنايتها بجانب التنظيم كانت أشد من عنايتها بجانب المناقشة.
ففى جانب التنظيم شرعت فى الاموال وبخاصة أموال الضعفاء: ((و اليتامى و السفهاء والنساء)) وشرعت فى الاسرة من زواج وميراث وحقوق، واقرأ فى ذلك كله من أول السورة الى قوله تعالى: ((ان يريدا اصلاحاً يوفق الله بينهما ان الله كان عليماً خبيراً)) الاية 35.
وذكرت أساس الحكم ومصادر التشريع ((ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، ان الله نعما يعظكم به، ان الله كان سميعاً بصيراً، يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم، فان تنازعتم فى شىء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر، ذلك خير وأحسن تأويلا)) الايتان 58، 59.
وعرضت للذين يحاولون الخروج عن تشريع الله، وصرف الحاكم عن العمل