/ صفحه 123/
64)). ثم تذكر شيئاً عن حيل اليهود وصور زيفهم، وتلبيسهم الحق بالباطل، الى أن نقول: ((قل يا أهل الكتاب، لم تصدون عن سبيل الله، من آمن تبغونها عوجاً و أنتم شهداء، وما الله بغافل عما تعملون)).
وفى سبيل الهدف الثانى، وهو ارشاد المسلمين الى ما يحفظ عليهم شخصيتهم، تتجه اليهم بوصف الايمان: ((يا أيها الذين آمنوا)) فتحذرهم عن اطاعة أهل الكتاب والتأثر بشبههم الباطلة والوقوع فيما وقعوا فيه من الاغترار بزخارف الدنيا التى حالت بينهم وبين الايمان بالحق وتأمرهم فى ذلك بالاعتصام بحبل الله والتضامن فى الدعوة الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتغريهم بالانفاق فى سبيل الله، وتحذرهم الوقوع فى مخالب الاعداء واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين. و اقرأ فى كل ذلك قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين. الاية 100)). الى قوله تعالى: ((ان تمسسكم حسنة تسؤهم، وان تصبكم سيئة يفرحوا بها، وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً، ان الله بما يعملون محيط. الاية 120)).
ثم تنتقل السورة الى تذكير المؤمنين بحادثتين عظيمتين من حوادثهم مع المشركين لهم فى كل حاثة منهما، أكبر العظات والعبر; تذكرهم بغزوة بدر وما كان لهم فيها من النصر والظفر بسبب الصبر والتقوى مع قلة العدد والعُدد: ((و لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فاتقوا الله لعلكم تشكرون)) وتذكرهم مع هذا بما أصابهم فى غزوة أحد، أثراً للتنازع والفشل، وتضع أمامهم بالحادثتين، صورتى، الصبر وآثاره. والطمع وآثاره: ((و لقد صدقكم الله وعده اذ تحسّونهم باذنه، حتى اذا فشلتم وتنازعتم فى الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة، ثم صرفكم عنهم ليبتليكم، ولقد عفا عنكم، والله ذو فضل على المؤمنين)).
ولا يفوت السورة أن تبرز لهم فى أثناء التذكير بهاتين الحادثتين عن شىء من صفات المنافقين. اتقاء لها، وتحذيراً منها، ويستغرق كل ذلك على وجه