/ صفحه 122/
ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير، الى آخر السورة.
* * *
سورة ((آل عمران)) بين حجاج أهل الكتاب وارشاد المؤمنين:
ثم تجىء سورة آل عمران، فتصرف عناية خاصة الى مناقشة النصارى فى قضية الالوهية، والى كشف بعض صور التزييف التى كان يصطنعها أهل الكتاب أخفاء لحق الاسلام ودعوته.
ثم ترشد المسلمين الى ما يحفظ عليهم شخصيتهم، ويقيهم شر الوقوع فى مخالب الاعداء وترسم لهم فى ذلك الطرق الحكيمة التى تجعل منهم، قوة الكفاح فى تأييد الحق، وهزيمة الباطل.
وفى سبيل الهدف الاول تبدأ السورة ببيان أن الكتب السماوية كلها انما نزلت لغاية واحدة هى هداية الناس للحق، ثم تقرر خاصة الالوهية الحقة من العلم الشامل والقدرة التامة، وترشد الى منشأ الشبهة المهلهلة التى تعلقوا بها فى ألوهية عيسى، فأضلتهم، واقرأ فى ذلك من أول السورة، الى نهاية قوله تعالى: ((هو الذى أنزل عليك الكتاب، منه آيات محكمات، هن أم الكتاب وأخر متشابهات. الاية 7)). ثم ترشد فى هذا الهدف الى السبب الحقيقى الذى يرجع اليه تمسكهم بالباطل و أعراضهم عن دعوة الحق، وهو حرصهم على زخارف هذه الحياة الدنيا التى ظنوا أنها تفوتهم اذا آمنوا بمحمد ودعوته، وتذكر ذلك فى قوله تعالى: ((ان الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً، وأولئك هم وقود النار. الاية 10)) وعلى هذه الاسس تسير السورة فى حجاجهم وتفنيد شبههم. فتقص ولادة عيسى، وولادة أمه، وتدعوهم الى الكلمة المشتركة فى الرسالات السماوية كلها: ((قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله، فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون. الاية