/ صفحه 121/
الاول: نظم يأخذ بها المسلمون أنفسهم فى عباداتهم ومعاملاتهم: شخصية و مدنية وجنائية.
والهدف الاخر: ارشاد الى طرق المناقشة فيما كان مجاوروهم يثيرونه حول الدين والدعوة من شبه وتشكيكات. وقد تجلى هذان الهدفان بصورة واضحة فى سورة البقرة، برز أحد الهدفين فى نصفها الاول، وبرز الهدف الثانى فى نصفها الاخير، واقرأ فى الاول على وجه عام من قوله تعالى: ((يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم واياى فارهبون)) الاية 40، الى قوله تعالى: ((ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق، وان الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد)) الاية 176، واقرأ فى الهدف الثانى قوله تعالى: ((ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب)) الاية 177 الى نهاية الاية 283: ((و ان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة)).
وقد عرضت فى هذا السبح الطويل بعد أن أجملت أوصاف الصادقين فى ايمانهم المتقين فى أعمالهم، لجملة من الاحكام التى تسوس الامة فيما بينها:
عرضت للقصاص، والوصية، والصيام، وعرضت لحكم القتال فى الاشهر الحرم وبعض احكام الحج، وعرضت لحكم الخمر والميسر، وبعض أحكام اليتامى، و عرضت لحكم مصاهرة المشركين، وأحكام الايمان، وكثير من أحكام الطلاق وما يتبعه من رضاع وعدة ومتعة، وعرضت للانفاق فى سبيل الله وأدبه الذى يحقق فى الامة ثمراته الطيبة، وقارنت بينه وبين استغلال حاجة الفقير بالربا، وهو بفقره يستحق الرحمة بالانفاق فى سد حاجته.
وأخيراً، ذكرت آية فذة، عرضت فيها لطرف الاستيثاق فى الديون وحفظها من الجحد والانكار، فأشارت الى الكتابة، والاشهاد، والرهن. وبعد هذا كله تختم كما بدأت ببيان أصول الايمان الحق، وبيان أساس التكليف عند الله، وأن ليس القصد منه الارهاق ولا الاعنات، ويجىء ذلك الختام فى قوله تعالى: ((آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه