/ صفحه 11/
إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم)).
ومن ذلك في سورة الأنعام قوله تعالى: ((يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا)). ((ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون، وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون، أنْ تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين، أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم، فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة)).
بعد هذا يسهل علينا أن نفهم أن قوله تعالى: ((وما قدروا الله حقّ قدره، إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء)) فيه بيان لإنكار المنكرين، وذلك مصرَّحٌ به في قولهم: ((ما أنزل الله على بشر من شيء)) وفيه بيان لأن سبب هذا الإنكار أنهم لم يقدروا الله حقّ قدره، حيث كان منهم من استبعدوا هذا على قدرة الله، مع أنه غير مستحيل بل ممكن، وكان منهم من نازعوا في أنه أمر تقتضيه الحكمة، مع أنه هو عين الحكمة والمصلحة والرحمة، وفيه إجمال للدليل الذي يرد به عليهم، حيث يفهم منه أنهم لو قدروا الله حق قدره ـ أي عرفوه حقّ معرفته، وأدركوا مدى قدرته وحكمته ـ لما نازعوا في هذه القضية.
الشبهة الأولى بلسان المنكرين المعاصرين:
بعد هذا يحسن بنا أن تقف وقفة يسيرة مع المنكرين لهذه الحقيقة الإلهية من ملحدى عصرنا، لنعرف في أي واديهيمون، وكيف ننتفع بما أرشدنا الله إليه من هذا الدليل الفطري في الرد عليهم، والتحذير من فتنتهم وما يثيرون من شكوك.
إنهم يصورون الوحي تصويراً علمياً كما يزعمون، فيقولون: إن النبي ما هو إلا
إنسان مفكر له عقلية تخالف عادة عقلية أهل عصره، وهو لا يظهر إلا في