/ صفحه 10/
وهود يقول لقومه عاد هذه العبارة نفسها: ((أوَ عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم)) والملأ الكافرون من قوم صالح يقولون الذين آمنوا به: ((أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه؟ قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون، قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون)) وهكذا كل رسالة حتى ليقولُ القرآن الكريم في الرسال عامة: ((وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون)). ((وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا: أبعث الله بشراً رسولا)) ويقول في شأن خاتم النبيين والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين: ((أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس)). ((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم)). ((وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق))... الخ.
وقد جاء هذا الإنكار المبني على الاستبعاد في سورة الأنعام حيث تقول: ((ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إنْ هذا إلا سحرٌ مبين، وقالوا لولا أنزل عليه ملك...)). ((وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إنْ هذا إلا أساطير الأولين)) ((قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)) إلى غيرذلك من الآيات.
الاكتفاء بالعقل:
الشبهة الثانية: أن الله تعالى وهب الإنسانَ العقلَ، فهو كاف لهدايته وإرشاده، وليس بالناس معه من حاجة الى وحى أو رسول، هكذا يزعمون.
والقرآن الكريم يشير الى هذه الشبهة من شبه المنكرين فيما يبينه من حكمة إرسال الرسل في مثل قوله تعالى: ((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحقّ ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)) ((لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)). ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)). ((ألم أعهد