/ صحفة 68 /
وإذا ما غضبوا هم يغفرون،
والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة،
وأمرهم شورى بينهم،
ومما رزقناهم ينفقون،
والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون).
فاعترف بهذه الحياة المادية وبقيمها، ولكنها ليست في نظره الوجود كله. بل هناك الله، وما عنده خير وأبقى.
وحدد جماعته المنشودة بأنها الجماعة المؤمنة بالله،
والتي يشارك أفرادها بعضهم بعضا في المعاونة الاجتماعية بالانفاق، وفي دفع الاعتداء الخارجي عليهم دفعاً يحفظ لهم كيانهم، وفي تبادل الرأي بينهم،
والتي يتصف أفرادها بالاستقامة في السلوك وعدم ارتكاب الجرائم في علاقة بعضهم ببعض، وبالطاعة في صلاتهم بخالفهم.
وكأني بالاسلام يعني أصحاب الاتجاه المادي بهاتين الآيتين الكريمتين:
(وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).
(ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم، وان يشرك به تؤمنوا، فالحكم لله العلي الكبير).
وكما أن تراثنا الثقافي الإسلامي يضاد الاتجاه المادي في الثقافة الغربية الحديثة فانه لا يتفق في أصالته مع التخريج الذي يخرج به في محيط الاستشراق الغربي.
واذن تراثنا الشرقي من اسلامي وروحي على العموم ينسجم مع الحضارة