/ صحفة 67 /
ـ 2 ـ
1 ـ أما الشرق الإسلامي ففيه ثروة كبيرة من المعادن، والمنتجات الزراعية، بالاضافة إلى ثروة بشرية ضخمة. تكون جميعها المواد الأولية لصناعات كثيرة، ويصح أن تتخذ أساسا لحضارة صناعية، لو توفر معها العنصر الفني، والآلي، والبحث التجربي.
2 ـ وفيه تراث ثقافي اسلامي، وتوجيه روحي، لا يضاد الحضارة الصناعية الحديثة الا إذا فهم محرفا، أو فهمت الحضارة الصناعية خطأ.
ولكنه مع ذلك يضاد التوجيه المادي في جميع صورة: من الواقعية، إلى الشيوعية، فالبراجماتزمية. لأن الإسلام ينظر إلى الفرد على أنه طبيعة ثنائية، له انتاج مادي وآخر عقلي، وعلى أن قيمته العقلية لا يتحكم فيها جانبه المادي. وينظر إلى الجماعة على أنها بناء عام من الافراد، ولكنه تتميز فيه أشخاص الافراد.
وتبعا لهذه النظرة: للفرد قيمته في ذاته، وقيمة أخرى بالنسبة لجماعته. ووراء الفرد، ووراء الجماعة حقيقة أخرى عليا يجب الايمان بها والاذعان لما توحى به من وصايا وتعاليم في صلة الافراد بهذه الحقيقة العليا، وفي صلة كل منهم بغيره في جماعته. هذه الحقيقة العليا هي الله تعالى.
الإسلام في الآيات الكريمة التالية يصف نظرته إلى الوجود كله، ويحدد الجماعة التي ينشدها: يقول الله تعالى في سورة الشورى (الآيات من 36 ـ 39):
(فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا،
وما عند الله خير وأبقى،
للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون،
والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش،