/ صحفة 69 /
الصناعية الحديثة عند الفهم المستقيم، ولكنه لا ينسجم مع التخريج الغربي له، كما أنه في الوقت نفسه يضاد الاتجاه المادي في الثقافة الغربية الحديثة.

ـ 3 ـ
هل يمكن لنا في حياتنا الشرقية أن ننتفع بحضارة الغرب الصناعية، مع الاحتفاظ بتراثنا الثقافي الإسلامي والروحي على العموم؟
اننا لو استطعنا ذلك رفعنا مستوانا الصحي، والاجتماعي، والاقتصادي، وسلمنا من الهزات العنيفة في التوجيه وفهم الحياة، واحتفظنا مع ذلك بمقوماتنا الأصلية كأمة من مجموعة الأمم الشرقية والاسلامية!
وان مدى استطاعتنا يتوقف إلى حد كبير على عناية الأزهر برسالته، وعلى أن يمكن من تأدية هذه الرسالة. إذ ليست الجامعة المصرية الحديثة هي التي تلائم بين تراثنا الثقافي الإسلامي، وبين الحضارة الغربية الحديثة في مجتمعنا المصري أو الشرقي الإسلامي، بل الأزهر، ويكاد يكون وحده.
وان قبول البيئة الريفية في مصر لآثار الحضارة الصناعية الحديثة ومظاهرها مهمة لا يؤديها المرشد الاجتماعي، وإنّما يؤديها صاحب الثقافة الأزهرية إذا فهم هذه الحضارة على وجهها الصحيح وفهم موقف الإسلام منها.
والنظام الرأسمالي الذي يستخدم في الصناعات بمصر لا يقربه من العقلية المصرية العامة حتى تؤمن به وبنتائجه الايجابية في الحياة المصرية ـ فتساهم فيه، أو تستسغيه عن رضاً واطمئنان ـ الا العقلية الأكاديمية في البيئة الأزهرية.
* * *
وموجز الرأي: أن في حياة الغرب (حضارة) صناعية تسايرها تعاليم الإسلام.