/ صحفة 65 /
في 21 أغسطس سنة 1950 عند عرض مقررات اللجنة الثقافية على المؤتمرين من مصر والبلاد العربية.
وما زال بعض الكتاب في الصحف والدوريات يوالى نشاطه في تضخيم الهوة بين الثقافة الإسلامية من جانب والحضارة الصناعية الغربية من جانب آخر، وينعت هذه الثقافة بأنها العقبة في تحضير الشعوب الشرقية على نحو ما في الغرب.
4 ـ وللغرب ـ بجانب الحضارة الصناعية، والبحوث الطبيعية البحتة، والتوجيه المادي في مجال الثقافة ـ لون آخر من الثقافة ليس مادياً في الأساس والنشأة، ولكنه مادى في الغاية والهدف. وهو الدراسات الاستعمارية التي تتناول مخصصات الشعوب الضعيفة ومقوماتها من التراث العقلي، والروحي، والفني، وأقصد بالشعوب الضعيفة الشعوب التي ليست لها حضارة صناعية حديثة تساير حضارة الغرب الحالية.
ان كثيراً من علماء الغرب يتناول ثقاة الشرق العقلية، والروحية، والفنية بالشرح والتخريج بناءً على فكرة سابقة لديهم: وهي أن الشرق يجب أن يبقى في وضعه من الغرب. الغرب سيد والشرق مسود. وذلك تحقيقاً لغاية اقتصادية أو صليبية. وتطبيقاً لهذه الفكرة تصبح ثقافة الشرق إذا استوردت من الغرب مصدر ضعف للشرقيين أنفسهم، لا مصدر قوة لهم. وتبعاً لذلك توحى لهم بالحاجة إلى الغرب في التوجيه، وبوصايته عليهم فيما يأخذون ويتركون.
ولم تزل ترن في أذنى للآن كلمة أحد المستشرقين في المؤتمر الثقافي الإسلامي الذي عقد بجامعة برينستون بنيوجرسي في سبتمبر عام 1953 عند ما ذكر: (أن المسلمين قاموا بدور ايجابي في تصحيح الحديث يسجله لهم تاريخ الثقافة الإنسانية بالفخار، ويرجى من معاصريهم الآن أن يقوموا بتصفية القرآن وازالة التناقض فيه؟؟ ـ كما ادعى ـ).