/ صحفة 62 /
الفيلسوف الأمريكي وليم جميس في آخر القرن التاسع عشر (1842 ـ 1910). وفي رأي هذا المذهب أن (الحقيقة) هي التي تخدم المصلحة الخاصة. والحق كذلك ليس قيمة من القيم في ذاته، والخير ليس من القيم الرفيعة المطلقة، بل الذي يحقق المصلحة الخاصة هو الحق، وهو الخير أيضاً.
وممن عنى بالاتجاه المادي من فلاسفة الانجليز: (هيوم) و (ميل) و (اسبنسر) و (راسل).
وهذا الاتجاه يرجع في أصله إلى الفيلسوف الاغريقي (بروتاجوارس) في الفلسفة القديمة.
ولسنا الآن بحاجة إلى الرد على هذا المذهب من وجهة نظر علماء آخرين، ومدارس توجيهية أخرى لها حظها في الثقافة الغربية الحديثة. إذ لم يكد ينتهى القرن التاسع عشر الذي تسلم من عصر النهضة الأوربية الدعائم الجديدة لهذا المذهب المادي في التوجيه، وتسلم كذلك أنصاف الحلول في المشاكل العقلية ـ لم يكد ينتهى هذا القرن حتى قامت فيه بعض المدارس المقابلة الأخرى لترد إلى الدين اعتباره، والى الفلسفة الميتافيزيقة اعتبارها:
فنجد اشبرانجر Spranger (1882) يكافح مذهب (النسبية) بما وضعه من علم سماه علم (القيم) أو (الطبائع). وانتصر بذلك لمذهب (المطلق) المقابل لهذا المذهب.
واشترك مع قيلهلم ديلتاي Wilhelm Diltey (1883 ـ 1911) في محاولة ازالة الفجوة بين العقل والوحي، أو بين العلم والدين، وأبعدا في محاولتهما استخدام طريقة البحث الطبيعي في الموضوعات العقلية و الدينية، وأعادا اليها طريقة البحث العقلي، وهي النظر الخالص.
كما نجد الفيلسوفين الألمانيين في القرن العشرين Husserl (1859)