/ صحفة 61 /
أو ما يسمى بالانسان العام، أو (الإنسان التعاوني) Kollktiv Menschen والدولة المطلقة Staats Absolutismus هي المبدأ الأخير للحياة كلها. وتطبيقاً لهذين الأساسين يجب تأميم مصادر الانتاج والاستهلاك في دائرة الاقتصاد.
وكان المذهب الشيوعي تطوراً للمذهب المادي أو الواقعي، لأنه من حيث المبدأ يعترف بالفرد والجماعة فقط كحقيقته في هذا الوجود، وينكر ما عداهما: لا يؤمن بالله كما يقول الدين، ولا يعترف بالعلة الأولى فيما بعد الطبيعة كما تقول الفلسفة الميتافيزيقة. ولكنه مع مشاركته للمذهب الواقعي في الاعتراف بهاتين الحقيقتين يبالغ في قيمة الجماعة فيجعلها كل شيء. والفرد لذلك لا ترى حقيقته، ولا تقدر قيمته الا داخل الجماعة. ومن هنا قد يعنون له بالمذهب (الاجتماعي).
وكارل ماركس Karl Marx صاحب المذهب الاجتماعي أو الشيوعي يصدر في فلسفته عن الفهم المادي للتاريخ. ويعتبر (الاقتصاد) الأساس المحدد لكل شيء، والمغير للعالم وما فيه، حتى الثقافة العقلية والروحية: فتطور العقل الإنساني وآثاره الايجابية في الدولة والقانون تتصل في نظر ماركس اتصالا وثيقا بالظروف المادية للحياة وأحوالها. ثم طريقة الانتاج في الحياة المادية تؤثر في مجرى الحياة السياسية، والاجتماعية، والعقلية. والوجود الاجتماعي للانسان هو الذي يحدد في الجملة لذلك عقل الإنسان وتكوينه.
وهناك أيضاً صور أخرى للتيار المادي في التوجيه ظهرت أيضاً في القرن التاسع عشر. ولكن عنفها ضد الدين وضد الفلسفة الميتافيزيقية لم يبلغ مبلغ المذهب الاجتماعي أو الشيوعي لكارل ماركس، ومع ذلك فهي مناوئة لهما.
منها مذهب (النسبية) Relativismus الذي يرى أن الحقيقة ليست مطلقة، بل مرتبطة أيما ارتباط بصفة الآلة المفكرة وظروفها التي تفكر فيها.
وصورة أخرى تتمثل في مذهب البراجماتزم Pragmatisnus [مأخوذ من كلمة براجما الاغريقية، وهي الشيء الواقع أو المصلحة المتبادلة] لمؤسسه