/ صحفة 51 /
وسنة رسوله، في حين أن النظام الإسلامي قد غبر دهراً طويلا قبل نشأة الأصول والأصوليين، وكانت أمنية الشيخ أحمد ابراهيم ـ ولست أدري، أحققها أم لم يحققها ـ أن يضع كتابا في الأصول محله نقض علم الأصول … أو تنقية الشريعة الغراء مما شابها وملأ كتب الأصول مما ينكره الإسلام، ودخله جراء الغفلة حينا، وسوء النية أحيانا … فمما لا ريب فيه أن المنافقين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبوه، أولئك هم الذين قال فيهم جل جلاله مخاطبا خاتم الأنبياء والمرسلين (لا تعلمهم نحن نعلمهم)، وان منهم لمن نتحدث الآن عنه قائلين (رضي الله عنه) في حين أن هذا المرضى عنه فيما نقول من الملعونين المستقرين في الدرك الأسفل من النار وما هم عنها بمبعدين …
قال: فدع الشيخ أحمد ابراهيم ورأيه في الأصول. الا أن يكون قد سجله في كتاب … فما كان شيخك ليعدك ثقة في الرواية وبخاصة إذا كان محلها هذا الأمر الجليل … وأي شيء أجل من الأصول: أصول الفقه أو أصول الدين؟
قلت: فاطرحوا روايتي أرضا ان شئتم فما رأيكم أنتم دام فضلكم؟
قال: فتعلم ان لم تكن علمت أن القرآن المبين ليس الا كتاب الأميين … ومحمد عليه الصلاة والسلام هو النبي الأمي المرسل إلى الأميين، هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة … أفليست هذه حقيقة واضحة؟
قلت: وتوضيح الواضحات من المشكلات.
قال: فذلك اس الداء وأصل البلاء: توضيح الواضح أو تبيين المبين: كتاب رب العالمين، المنزل على النبي الأمي المرسل إلى الأميين.
لقد كان للعالم ثقافته، بل ثقافاته الشرقية والغربية حين طلعت عليه الدعوة المحمدية … كانت الثقافات والفلسفات اليونانية واللاتينية … والهندية والصينية والفارسية والمصرية … ودخل في دين الله من شاء سبحانه وتعالى أن يدخل من أبناء تلك الثقافات وهذه الفلسفات، دخلوا بفطرهم وعقولهم وألوان تفكيرهم وأساليب