/ صحفة 43 /
من الفهرست، وصفها بعض معاصريه من تلاميذه، وأثبتها من المؤرخين أمثال القاضي نور الله المرعشي(1) ومحمد باقر الخونساري(2).
ولا يتسع المقام هنا لتحليل ما وقفنا عليه من كتبه، ولكننا نقف لتأمل قليلا منهجه في البحث والتأليف لتتبين اصالته في التفكير.
سلك الشيخ في الفقه مسلكين: مسلك الاخباريين أو أصحاب الحديث، ومسلك المجتهدين بالرأي أو أصحاب القياس.
وكان علماء الشيعة حتى عصر الشيخ يفضلون في الفقه منهج الاخباريين، أي يعتمدون على الأحاديث المروية، ويعنون بألفاظ الحديث وبالرجال الذين رووه، ولذلك لم يكن من الهين أن يؤلف الشيخ كتبا في الفقه لا يجارى فيها هذا المنهج، ولا يتبع فيها مطالب العلم كما رسمه الاخباريون، وقد تكلم في كتابه الكبير في الفقه المسمى (المبسوط) وهو الذي آثر فيه طريق المجتهدين فقال: (انه كتاب لم يصنف مثله ولا نظير له في كتب الأصحاب ولا في كتب المخالفين) وبعد أن أشار إلى أنه كان على قديم الوقت وحديثه متشوق النفس إلى عمل مثل هذا الكتاب، عارفا ما رسخ في الطائفة في عهده من قلة الرغبة في علم يقوم على غير طريقة الخبر والرواية، قال: (لأنهم ألفوا الأخبار وما رووه من صريح الألفاظ، حتى ان مسأله لو غير لفظها وعبر عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم، تعجبوا منها وقصر فهمهم عنها).
ويظهر اخلاص الشيخ في منهجه العلمي في قوله: (وكنت عملت على قديم الوقت كتاب (النهاية) وذكرت فيه جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم وأصولها من المسائل وفرقوه في كتبهم)، ثم قال: (وأوردت جميع ذلك أو أكثره بالألفاظ المنقولة حتى لا يستوحشوا من ذلك، وعملت بآخره مختصر جمل العقود في العبادات، سلكت فيه طريق الايجاز والاختصار، ووعدت فيه أن أعمل
ــــــــــ
(1) مجالس المؤمنين ص 200 ـ 201.
(2) روضات الجنات ج 4، ص 43 ـ 44.