/ صحفة 421 /
أحدهما نفعني الآخر، وكان الحجاج ظن أنه أراد أفتخر بنفسي لفضلي وبآبائي لشرفهم، فقال الحجاد عند ذلك: المقادير تصير العي خطيباً فذهبت مثلا))(1).
أفهذه الأنواع الثلاثة التي ذكرها الشاعر وأشار إليها الحجاج، هي الجديرة بالتنوية عنها وذكر طرف من الحديث عنها، فدونك كلمة عن كل منها على حسب الترتيب السابق.
ويب الأصل والفرع:
هذا النوع أحظ الأنواع تقديرا في المجتمع، فمن نبت من بيت رفيع العماد، ونشأ على كريم الخلال فقد جمع بين برديه الشرفين، ويبوئه مجتمعه مباءة الصدارة طوعا أو كرها، وما اقتادت قريش العرب فانقادت لها وتحامت منافستها إلا شعوراً منهم أنهم شعب مصطفى طابت أصولهم وفروعهم، وطيب الأصل يتولد منه طيب الفرع بالطبيعة، فلا يتخلف عنه الفرع إلا لأعراض خارجية تقطع الصلة بينهما، ولو لاها لما نجل الكريم إلا الكريم، فلا مراء في صدق نظرية زهير في مدحه لهرم بن سنان المري إذ يقول في مختتمها:
وما يك من خير أتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل
وهل ينبت الخطَّي إلا وشيجُه وتغرس إلا في منابتها النخل (2)
ففي البيت الثني يضرب المثل بالقناة والنخل، فلا ينبت القناة إلا القناة، ولا يغرس النخل إلا حيث تنبت وتصلح، فكذلك لا يلد الكرام إلا الكرام.
ــــــــــ
(1) مجمع الأمثال حرف النون ((نفس عصام سودت عصاما)) ونقلها البغدادي في الخزانة، الشاهد السادس والخمسين بعد السبعمائة.
(2) والبيتان آخر أول قصيدة مدحه بها وهي من غرر مدائحه، ولجدوتها عني بها الأدباء، وهي مشروحة في الكامل شرح رغبة الآمل جزء أول ص 124 وما بعدها، وفي المواهب الفتحية ج 1 ص 219 وما بعدها، والشطر الثاني من البيت الثاني من شواهد النحاة استشهد به الموضح في باب الفاعل على تأخير المحصور.