/ صحفة 401 /
يمكن أن يؤلف مها ((كلٌّ فنيّ)) يعجب أولئك الذين يُعنَون بالآلهة والشياطين الخياليين، وهذا ((الكلّ الفني)) ـ بالألف واللام، على رغم أنوف النجاة وأنفى، من جملتها جوٌّ كافٍ لاستفراغ طاقة أولئك الذين يلحدون في آيات الله، والإلحاد في آيات الله ليس جديداً، فما غادر الزنادقة القدماء من مُتَردَّم، ولا تركوا للمحدثين ما يمكنن أن يوصف بأنه جديد بالإضافة إلى التليد من أعملا شياطين الجنّةِ والناس.. فنصيحتي الخالصة لهم ـ ولست أكذبهم أو أسخر منهم ـ أن ييمموا وجوههم نحو التكاذيب ويجمعوا أنقاضها ليقيموا صرحها ولعمري إنه لمجد وذكر.. ومن يدري فقد تسمع بعد عشرين أو ثلاثين سنة أستاذاً يحاضر ((طلبة شعبة التكاذيب)) في إحدى كليات الجامعات مبيناً لهم أن واضع حجر الاساس في هذا المعبد المقدس، معبد التكاريب العربية؛ هو الدكتور عبيد أو هبيد.
قلت: هبيد ليس دكتوراً في الآراب، وإنما هو من شياطين الشعر وقد زعم أعرابي قديم أنه رآه في إحدى رحلاته وهو لا يعرفه وقدم له هبيد عسًّاً من اللبن فعافته نفسه، فلم يَشربه، فقال له: والله لو شربته لكنت أشعر الناس، وانصرف عنه، فندم الاعرابي لات ساعة مَندَم.
وقال:
ندمت على عس الهبيد وشربه لقد حَرَمتنيه صروف المقارد
ولو أنني إذ ذاك كنت شربته لصرت لقومي شاعراً أي شاهر
قال: فقد يكون شربه أحد أعلام القرن العشرين فلم يقع في الخطأ الذي نقع فيه ذلك الاعرابي القديم، وقد يكون هبيد توط مع مقتضيات العصر فأصبح يوحي إلى أصحابه النثر، وقد دالت دولة الشعر.
قلت: تكاذيب الأعاريب، وأساطير الأمم الأخرى والشعر والنثر وشرعة الإسلام، ووحدة المسلمين، والقرآن المبين... ألا ترونه سَمَكا ولناً وتمراً هندياً أو في الأقل ألا ترون افكم تُّرَكبون اللغة والأدب والشرع الحنيف تركبياً مزجياً.