/ صحفة 396 /
قال: سمها التكاذيب الأعرابية أو الإسرائيلية أو ما شئت، ولا رقيب، فهي كذبة تسم تكاذيب، فليس في الأمر غريب!
قلت: لست أدري مم تسخرون؟ أمن اقتراح تنقية الشريعة الإسلامية من التكاذيب، أم من التكاذيب ذاتها، أم مما لست أدري؟.
قال: مما لست تدري ولا أدري، وإن كنت أدري أن مسألة التكاذيب ليست مسألة الساعة ولا مسألة اليوم، فثم مسائل أخَرُ أولى أن يتجه إليها التفكير، ويتناولها التدبير، فقبل أن ننقي الشريعة الإسلامية أو نصفيها، وهي فيما علم الله آية في النقاء والصفاء، وما كانت التكاذيب لتنال منها إلا ما نالت الأيام من كنوز توت عنخ آمون يوم كشفوها، فلعلها كانت يومئذ أنقي نقاءً وأصفى صفاءً منها يوم دفنوها مع صاحبها ـ قيل هذا لنتساءل: أين الأمة الإسلامية؟ وأين أصحاب التفسير من قوله تعالى: ((إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء))؟.
قلت: تفرقٌ كلمة المسلمين أمرٌ أراده الله ولو شاء ما تفرقوا.
قال: ولقد قال أصحاب الشرك ((لو شاء الله ما أشركنا..)) قالوها وما لهم بها من علم فما كانوا مُعذرين، أفترى المسلمين لو قالوا لو شاء الله ما تفرقنا؛ أعذروا، وسقط عنهم واجب الجمع: جمع الكلمة التي تفرقت؟.
قلت: إذا لمُّ شعث المسلمين فرضاً فهو بطبيعة الحال فرض الكفاية لا فرض عين، فما كانت عامة الأمة لتحمل هذه التبعة التي لا يتهيأ لها إلا القادرون علهيا.
قال: ولكنك تعلم أن فرض الكفاية إذا أهمله أصحاب الكفاية لم يأثموا وحدهم بل أثمت العامة معهم.
قلت: معلوم أنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يأخذني بجريمة غيري، فكيف إذن تَزِر بالعامة وزر الخاصة؟ على أنه حل وعلا يقول: ((ولا تزر اوزرة وزر أخرى))؟ الواقع أنه ليس بمستطاع أن نوفق بين آي