/ صحفة 395 /
والفقه، وقد يقرأ غير هذه القصة هنا أو تلك الأسطورة هناك فيحسبها من أصول العقيدة الإسلامية.
قال: القول أصحاب تكاذيب، وأنت صاحب تهاويل. فلست أرى من هذه التكاذيب إلا وجهها السمح، وناحيتها المشرقة، والرأي عندي أن نجمعها من مصادرها المختلفة ونضم أشتاتها، لا باعتبارها كلاماً فارغاً، بل باعتبارها علماً له أصوله وقواعده.. أليست الميثولوجيا عليما له ونه ولعمائه وقارهم؟ إن في الغرب للحيً بيضاً وأخر سوداً تهتز في وجوهٍ أبى أصحابها إلا أن تكون أدمغتهم محشوة ((بجبتير)) و ((مارس)) و ((اپلون)) و ((فينيز)) و ((منيرفا)) و ((ديانا)) وآلة الآلهة، والآلهة، واصنصاف الآلهة والأناس الذين اتصلوا بالآية. فهذه أنثى آديمه أرضية احبها إله سماوي، وتلك إلهة سماويه أحبت إنسانا أرضيا، وقد يخُفق هذ الحب حينا، وينجح أحيانا، فتنشأ في السماء أسر إلهية آدمية، وعلي الأرض أسر آدمية إلهية، يأبي بطارقة الروم الاول إلا أن يكونوا من أصل إلهي على خلاف ((البيالبة)) الذين لم ينموا لاي غير آدم وإذا شئت ألا تبعد النجعة فأمامك الميثولوجيا الوطنية، ولك في ((هوريس)) و ((ايزوريس)) و ((ايزيس)) و ((ابيس)) وغيرهم من تناج إبيلس في وادي النيل ما يقفك موفق الندّ للند، بل موقف الجد من إلهة اليونان وآلهة الورمان.
هذه تكاذيب لا تعتمد إلا على محض الخيال، ولها مع ذلك أو لذلك جمالها وجلالها وسحرها الذي يفتن ذوى اللحي من أصحاب الكراسي في الجامعان المشهورات، فإذا أردنا أن ندرس تكاذيبنا التي نبتت في الصحراء ونقلها الرواة إلى الحواضر، حيث عني بها القصاصون قآتت أكلها ضعفين، فإن وسائلنا أوسع ومصادرنا أقرب، ولسنا بمضطرين إلى إن نرجع 5000 أو 6000 سنة قبل الميلاد، بل يكيفنا القرن الخامس الميلادي أو الرابع ليكون نقطة الابتداء.
قلت: ولكن ثم إشكالا: أنسميها الميثولوجيا الأعرابية بالنظر إلى أرومتها؟ ولكن الذين بسطوها ونموها ليسوا من الاعرابية ـ بل ليسوا من العرب ـ في شيء، فالتسمية إذاً كذبة تاريخية.