/ صحفة 360 /
وهذا المعنى هو الذي يعبر عنه بعض العلماء بأنه الحكم بتوحيد ((الألوهية)) استدلالا بوحدانية ((الربوبية)) ولذك في القرآن كثير، فأول فاتحة الكتاب: ((الحمد لله رب العالمين)) وأول الكهف: ((الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)) وأول فاطر: ((الحمد لله فاطر السموات والأرض وجاعل الملائكة رسلا)) وفي سورة الحجر: ((إن ربك هو الخلاق العليم)). ((فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)).
ولو ذهبنا نتتبع هذا المعنى لأوغلنا في التتبع، ورأينا الكثير من الآيات، فإن هذا هو أصل الأديان كلها، وهو الحقيقة الأولى كما قلنا، فحسبنا أن نعرض فيها بعض ما جاء في سورة (الأنعام): ـ
تلفت هذه السورة إلى مظاهر الربوبية، وصفات الألوهية، فتقول بعد مطلعها وفي ثناياها:
((هو الذي خلقكم من طين)) ((وهو الله في السموات وفي الارض)) ((فالق الحب والنوى، يخرج الحيَّ من الميت، ومخرج الميت من الحي)). ((فالق الإصباح وجَعَل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا)). ((جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر)). ((أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع)) ((أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء، فأخرجنا منه خَضِرا نخرج منه حبا متراكبا، ومن النخل من طلعها قِنوانٌ دانيةٌ، وجناتٍ من أعناب، والزيتونَ والرمانَ مشتبهاً وغير متشابه)).((ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه)) إلى غير ذلك.
وتلفت إلى مظاهر الملك التام، والسلطان القاهر في الخلق والتصرف الكامل والعلم المحيط، فتقول:
((قل لمن ما في السموات والارض؟ قل الله)).((وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم)). (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر)). ((وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالهنار)). ((وهو القاهر فوق عباده، ويرسل عليكم حَفَظة)).