/ صحفة 354 /
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوي لهم)) ((ولآنمرنهم فليبَتّكن آذان الأنعام)) ((فجزاء مثل ما قتل من النعَم يحكم به ذوا عدل منكم)) إلى غير ذلك.
وجاء في سور أخرى من القرأن ذكر بعض أحكام الأنعام، ففي سورة المائدة: ((أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم)) وفي سورة الحج، وأحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم)) ولكن هذا الحكم هو بيان حلها وما استثنى من هذا الحل فليس فيه تفصيل لشئون كثيرة تتصل بالأنعام.
نعم جاء في سورة المائدة أيضاً حديث عن الأنعام يشبه بعض ما ورد في هذه السورة، وذلك هو قوله تعالى: ((ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب واكثرهم لا يعقلون)) وفي ذلك شيء من التفصيل لأنواع من الأنعام تعلق بها افتراء المشركين، وتحريمهم الباطل لما لم يحرم الله، ولكنه على هذا إنما يتناول جانباً واحداً من جوانب كثيرة.
أما سورة الأنعام فقد جاءت بحديث طويل عن الأنعام استغرق خمس عشرة آية منها من أول الآية 136 إلى آخر الآية 150.
وقد تناول الحديث عن الأنعام في هذه الآيات من السورة جوانب متعددة تتصل بعقائد المشركين فيها:
تناول ما كانوا يعملونه من تقسيم الحرث والأنعام قسمين وجعلهم قسما لله يتقربون به إليه فيقرون به الضيفان، ويكرمون به الصبيان، ويتصدقون به على المساكين، وقسما لشركائهم يذبحونه على أنصابها نسكا، ويمنحونه لسدنتها وينفقون منه على دورها وأماكنها، وقد كانوا بعد هذه القسمة المنكرة التي تعدل بالله سبحانه أوثانا لا نتقع ولا تضر ـ كانوا يجورون على القسم الذي جعلوه لله فيحولونه أحياناً أو يحولون قسما منه إلى الأغراض العائدة على الشركاء، ولا يجورون على القسم الذي جعلوه للشركاء بإيصال شيء منه للفقراء أو الضيفان، وذلك هو قوله تعالى ((وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً، فقالوا