/ صحفة 314 /
(ب) ومذهب الجماعة وهو المذهب الاخلاقي الذي يتخذ من العدالة ومحبة الإنسانية عامة غاية اخلاقية لسعي الفرد وعمله.
والآن في ضوء هذا التحديد للمذاهب الاخلاقية وهي مذاهب مختلفة وليست كلها مما يتفق ونظرة الدين الاخلاقية، يمكننا أن نتساءل: أين يوضع العزالي الآن بين هذه المذاهب أو من هذه المذاهب.
1_ ما هو المصدر الذي يصدر عنه في تحديد السلوك الإنساني والمباديء الخلقية؟ أهو الدين، أم العقل، أم الارادة؟
2_ ما هي الغاية الخلقية عنده؟ أهي سعادة الإنسان النفسية؟ أهي اللذة الحسية؟ أهي المنفعة؟ أهي الكمال الإنساني؟.
3_ ما هو الموضوع الذي جعله محل نظرته الاخلاقية؟ أهو الفرد، أم الجماعة؟
4_ ما هي الوسيلة التي رآها كفيلة بتحقيق الغاية الخلقية عنده؟ أهي سلبية الإنسان في الحياة ومحاولة التجرد والفرار منها؟ أهي إيجابية الإنسان فيها، ومحاولة السيطرة عليها.
إن عرض الاخلاق عند الغزالي فى ضوء هذه الاسئلة يمهد السبيل للحكم عليه من عدة جهات , يمهد السبيل للحكم عليه فى موقفه من الدين - السلام , ومن طبيعه الحياة ومن الفكر الإنساني لو جمعنا آراء الغزالي الاخلاقية _ كما عرضها في كتاب الاحياء _ ووضعناها في إطار واحد، لبدا بينها عدم الانسجام، على الاقل في اعتبار المصدر، الذي وضح منه تلك الآراء، فمرة يعتمد على الشرع والعقل معاً في توضيح هذه الآراء، ومرة يعتمد على الشرع والالهام معاً ايضاً، ويلغي العقل في شرحها وبيانها حافظ على الشرع، ولكنه تردد بعد ذلك بين اعتبار العقل واعتبار الالهام والبصيرة، وكان لا بد أن يحافظ على الشرع دائماً لأنه عالم مسلم وامام مسلم، ثم بعد ذلك يقر العقل بجانبه، إن ألف الفكر الإغريقي واحتضن النظرة الافلاطونية أو النظرة