/ صحفة 313 /
2_ وبحسب الغاية من العمل الإنساني تتنوع المذاهب الاخلاقية إلى ما يأتي:
(ا) مذهب السعادة وهو المذهب الذي يجعل السعادة النفسية كباعث وكغاية لسعي الإنسان وعمله.
(ب) ومذهب اللذة الحسية وهو الذي يوجه نشاط الإنسان إلى تحصيل اللذة الحسية، عن طريق وصف هذا العمل الموصل إلى ذلك بالفضيلة والحسن، وواضعه أرستيب Arstip من مفكري الاغريق.
وقد تطور هذا المذهب إلى جعل الغاية من العمل الإنساني((إبعاد الضيق والالم)) عن النفس الإنسانية. وعارضه نيتشه في هذه الصورة الاخيرة بأن طلب أن تكون إرادة الإنسان ليست وقفاً على هذا العمل السلبي، بل يجب أن تتجه إلى عمل إيجابي.
(جـ) ومذهب المنفعة وهو المذهب الذي يتخذ من خير الجماعة ومنفعة الفرد نفسه غاية لعمل الإنسان. وشعاره: أكبر قسط من السعادة لأكبر عدد ممكن. ومن بناة هذا المذهب وقادته بينثام Bentham في القرن الثامن عشر، ومِيلّ Mill في القرن التاسع عشر.
(د) ومذهب الكمال، وهو المذهب الذي يحدد غاية العمل الخلقي في سعي الإنسان ونشاطه بتوصيل الإنسان نحو الكمال. ومن أصحابه ليبنيز Leibniz وكانت Kant، وشافتسبري Shaftesbury.
3_ وبحسب الموضوع الذي تتركز فيه النظرة الاخلاقية توجد المذاهب الاخلاقية الآتية:
(ا) مذهب الفرد أو الذات وهو المذهب الذي يصدر عن الاحساس ((بأنا)) والتفكير حول ((أنا)) نفسه، أي عن الغريزة الاصيلة في حفظ البقاء. فكل عمل من الإنسان يوصل إلى حفظ بقائه هو عمل خلقي.