/ صحفة 312 /
أو حسب الغاية التي يحددها للسلوك الإنساني.
أو حسب الموضوع الذي يتعلق رأيه به إن كان الفرد أو الجماعة الإنسانية كلها.
1_ فبحسب ((المصدر)) تتعدد المذاهب الاخلاقية إلى:
(ا) مذهب المغايرة والتبعية، وهو المذهب الذي لا يرى الإنسان نفسه مصدراً لتحديد القيم الاخلاقية والسلوك الإنساني، بل يربطه في ذلك بغيره، يربطه بالله، والاخلاق الدينية تقوم على هذا الاساس. لأن ما جاء فيها ليس مصدره الإنسان نفسه بل مصدره رسالة الوحي، والانسان عندئذ ليس هو المفنن والواضع المبادء الخلقية والغاية الخلقية، وإنما غيره هو الذي وضع له هذه المبادء بعد أن حدد له الغاية.
(ب) مذهب الاستقلال وعدم وصاية الغير على الإنسان في تحديد السلوك، وهو المذهب الذي يرى أن عقل الإنسان كفيل بتحديد التصرفات وتحديد القيم الاخلاقية والغاية الخلقية. والانسان مستقل في هذا، وليس بحاجة إلى رسالة من وحي السماء. وأفلاطون وأرسطوا في فلسفتهما الاخلاقية أصدراً عن هذه النزعة الاستقلالية، وغضا النظر عن أية معرفة دينية _ وإن لم يسلما في واقع الأمر من التأثر في ذلك بعقيدة الإغريق الدينية _ ولكنهما اتجها على كل حال هذا الاتجاه الاستقلالي.
(جـ) مذهب الارادة وهو المذهب الذي يرى أن الارادة الإنسانية هي التي تصبغ العمل الإنساني بالصبغة الاخلاقية. فما يتفق مع الارادة القوية من الافعال كان في نفسه سلوكا فاضلا. وما يحقق هذه الارادة كان غاية خلقية. ومذهب الارادة هو المذهب الذي اعتنقه نيتشه وشوبن هور.
هذه بعض المذاهب الاخلاقية تختلف فيما بينهاحسب المصدر والمنبع الذي تنتزع منه نظرتها الاخلاقية.