/ صحفة 289 /
الطواف بالسناجق:
((السنجق)) كلمة تركية معناها العلم أو الراية، وعند الزيدية تطلق على تمثال من الشبه بصورة طاووس، يسمونه ((طاووس ملك)) ويرمزون به إلى معبودهم ((الشيطان)) وكانت لديهم سبعة سناجق ((طواويس)) لم يبق منها غير واحد. وهذا يحفظ عادة في ((خزينة الرحمن)) في بيت الامارة في قرية باعذار من قرى قضاء الشيخان بلواء الموصل، ويُعطى بالالتزام إلى جماعة من المؤمنين يسمونهم ((القوّالين)) أي كثيرى القول، فيطوفون به بين قرى اليزيدية ثلاث مرات في كل سنة لجمع الصدقات، ويوقدون حوله الشموع عند مبيته في أحد البيوت، حيث يطوف الاهلون حوله بخشوع واحترام، ويقدمون إليه الهدايا والنذور كل حسب طاقته، فإذا تمّت الزيارة فصّلوا التمثال قطعاً ووضعوه في كيس خاص يسمونه ((هگبه)) وانتقلوا إلى قرية أخرى فيجرى فيها ما جرى في غيرها.
الوفاة: لليزيدية اعتقاد خاص بقدسية تربة الشيخ عدي، فهم يعملون منها كرات بحجم البندق يسمونها ((براثا)) ويمنحونها إلى كل من يطلب الحماية أو الشفاء من الامراض، فحامل ((البراثا)) مصان لا يجوز الاعتداء عليه حتى وإن كان قاتلا. والمريض يعالج بقليل من ((البراثا)) مذاب في الماء، والمحتضر المسجّى على فراش الموت لابد أن يوضع في فمه شيء من هذه التربة، فإذا توفى دهن وجهه بزيت الزيتون وغسِّل غسلاً دينياً خاصاً وذرّ مقدار من البراثا على مقاديمه، ثم حشيت منافذ جسمه بالقطن، وزف إلى مرقده بين نغمات الحزن التي يرتلها القوالون بالشبابات والدفوف(1).
المحرمات: يحرم على اليزيدي أكل الخس والملفوف واللوبياء وسائر الخضراوات التي تسمد بعذرة الإنسان، ويحرم عليه لحم الخنزير والسمك والديك
ــــــــــ
(1) الدف معروف عند الدراويش، أما الشبابة فآلة كالصرناية وهي من الشبه بالناي العربي أو الفيفرة الغربية.