/ صحفة 288 /
وأرواح طيبة ترفرف في الفضاء، وتدور في الهواء لتكشف للناس الاحياء الاسرار والمغيبات، وأن الأرواح الشريرة بعد أن تخرج من حيوان إلى حيوان آخر وتستوفى العذاب الذي تستحقه تعود إلى جسد إنساني لتفعل فعل الروح الطيبة، ولذا فإن ((كثيراً من الاغنياء إذا كان لهم أولاد مسرفون ومتمردون فإنهم خوفا من أن يبددوا ذلك الغني ويضيع بيد هؤلاء الاولاد يطمرونها في الأرض واضعين هناك علامه مامعتقدين برجوع روحهم ثانية، وعندئذ يخرجون تلك الثروة ويعيشون في بحبوحة من السعادة((.
الزواج: لابد من اتفاق بدائي بين الراغبين في الزواج من فتيان وفتيات. ويحصل مثل هذا الاتفاق عادة في مواسم الزيارة، حيث تباح المغازلات البريئة، ثم يكاشف الفتى والده والفتاة والدتها بما اتفقا عليه فتجرى المفاوضة لتعيين ((الصداق)) الذي هو أهم ركن من أركان الزواج عند اليزيدية. ولا يجوز لأحد الابوين أن يحول دون رغبة الراغبين في الزواج لان ذلك يؤدي إلى اختطاف الفتى الفتاة التي يهواها فيتزوجها زواجا شرعيا. أما إذا أقر الوالدان هذه الرغبة فيؤتي برغيف خبز من دار أحد المشايخ فيتقاسمه العروسان ويأكلانه كناموس لعقد الزواج، فإن تعذر الحصول على الرغيف اكتفيا بسف قليل من تراب مرقد الشيخ عدي يسمونه ((براما)) وهو مدخر عادة عند رؤسائهم الروحانيين، ثم يجرى الزفاف كما يجري عند بقية الطوائف.
وتنقطع علاقة البنت عن أبيها عند ما تتزوج فلا ترثه، لأن الزواج في نظرهم بيع، والبيع يقطع المبيع بصاحبه، فإذا رفضت اليزيدية الزواج وجب عليها أن تخدم أباها ما دامت في قيد الحياة. أما إذا تزوجت ومات زوجها، رجعت إلى دارها فيزوجها والدها ثانية وثالثة حتى تنتفي عنها خاصة الانتفاع ولها أن تدفع لذويها مقدار المهر الذي يدفعه من يطلبها فتحتفظ بحريتها، وهي في جميع الحالات لا ترث زوجها المتوفى.