/ صحفة 278 /
الموطيء كثير الخلة وأرضه صلبة ونباته مسمنة، وبه كانت ترعى إبل الملوك... وللعرب في الحمى أشعار كثيراً ما يعنون بها حمى ضرية، قال أعرابي:
ومن يك لم يغرض فإني وناقتي بحجر إلى أهل الحمى غرضان
أليفاً هوى مثلان في سر بيننا ولكننا في الجهر مختلفان
تحِنُ فتبدى ما بها من صبابة وأخفى الذي لو لا الاُّسى لقضاني(1)
وقال أعرابي آخر:
خليلي ما في العيش عيب لو اننا وجدنا لايام الحمى من يعيدها
ليالي أثواب الصبا جُددُ لنا فقد أبهجت هذى عليها جديدها
ا هـ ياقوت بنصة مع حذف فقط دون تغيير أو إضافة:
تحرى ياقوت:
كثر ما سمعت من أفواه مشايخي عن نقلهم نصوصا من ياقوت أنه ثبت محرر، فيجتزئون بالنقل عنه ولا يفتشون لتوثق عن مرجع آخر وراءه ثقة منهم بضبطه وسعة اطلاعه، ومما يؤيد صدق هذه العقيدة جودة نقله للاّبيات الثلاثة الاولى في الحمى، فإن الاخفش الصغير في تحشيته على كامل المبرد استبدل بالبيت الثاني من الثلاثة بيتاً من آخر ليس من قصيدتها البتة وهو:
هوى ناقتي خلفي وقدامى الهوى وإني وإياها لمختلفان
والذي أدخل على الاخفش هذا التخليط هو الاتحاد في القافية النونية بينهما، واتفاق الشاعرين في الشكوى مع الناقة، إذ أن هذا البيت من قصيدة أخرى معروفة بنسبتها إلى عروة بن حزام العذري، أما الابيات الثلاثة فمن قصيدة لاعرابي
ــــــــــ
(1) لم يغرض: لم يشتق، حجر: قصبة اليمامة، غرضان: مشتاقان، الحمي: حمي ضرية، الاسي بضم الهمزة: جمع أسوة، وهي ما يتأسى به الحزين، وقضائي: أي قصى على، فحذف الجار واتصل الضمير على الاتساع، والابيات مشروحة في الكامل مع رغبة الامل ج 1 ص 134