/ صحفة 276 /
بعد مقدمة للمقدمة، فكان بمثابة (أساس الاساس). وكلما كان الاساس عميقاً كان أحكم وأقوى.
عمران _ ضرية:
عمران بن الحاف بن قضاعة قحطاني، وضرية بنت ربيعة بن نزار عدنانية، جمعتهما المشيئة الالهية؛ مع تباعد العنصرين؛ في بيت واحد تحت سقف واحد، فتفرع منهما أبناء يتسامى الاصل بانطوائهم تحت رايته، إذ كان منهم (حلوان وخندف) وناهيك بهذين الولدين فلهما المنزلة الكبرى في تقدير التاريخ القديم، فقد سجل اسميهما في صفحات الخلود بما سطره من آثارهما المشهورة، وسيكون الحديث عنهما بعد الفراغ من المقال عن أمهما ضرية بالطبع، ومن هذا ترى توافر الاسباب والدواعي إلى تقدير مكانة ضرية: كرم نجار في الاصل، ونجابة في الفرع بينهما شخصيتها التي أوحت إلى ذويها وأجبرتهم على إلماع اسمها في تسمية القرية التي نزلوا فيها باسمها، وإضافة ما حولها من الحمي إليها، مع بقاء هذا الفخر في الخلف بعد السلف جيلا بعد جيل، ولهذا يترتب الكلام في الموضوع بذكر ما يتصل بضرية أولا، وإردافه بالكلام على أبنيها: حلوان وخندف، فدونك كلمه عن ضرية:
ضرية:
يتردد هذا الاسم بين العلماء: رواة وشعراء وأدباء، بفضل نسبة حماها إليها كما أسلفنا، ومرجع التسمية والإضافة تكّفل به علماء اللغة وتقويم البلدان.
فأما علماء اللغة فيقول ابن منظور في اللسان مادة (ضرا): ((ابن السكيت الشرف كبد نجد، وكانت منازل الملوك من بني آكل المرار، وفيها اليوم حمى ضرية، وفي حديث عثمان كان الحمي: حمى ضرية على عهده ستة أميال، وضرية امرأة سمى الموضوع بها، وهو بأرض نجد)) ويقول المجد في القاموس مادة (الشرف): ((الشرف جبل قرب جبل شريف، وشريف أعلى جبل ببلاد العرب وقد صعدته وفي الشرف حمى ضرية والربذة)).