/ صحفة 275 /
صلى الله عليه وآله وسلم: ((اغتربوا لا تُضووا)) وعن أبي مُليكة أن عمر قال: يا بني السائب إنكم قد أضويتم فانكحوا في التزائع(1).
هذا وقد كانت ضرية العدنانية مجدودة نالت نصيباً وافراً من المجد في شخصيتها فتألق نجمها، ودوى اسمها في التاريخ بنسبة حماها إليها، كما سنقص فيما يأتي إن حان الاوان.
فخندف في نباهة شأنها صورة صادقة لنباهة شأن أمها ضرية، وإن اختلف نسباهما، كما اختلف نسبا زوجيهما، فهما صورتان تمثلان التفارض والتبادل بين العربين، فالزوج الأول (عمران) قحطاني، والثاني (اليأس) عدناني، والزوج الأولى (ضرية) عدنانية، والثانية (خندف) قحطانية.
وإنها اتفاقية تسوق إلى النفس التعجب والاستغراب ثم الاطمئنان والرضا في استحسان الاخذ والاعطاء.
وأذ انجر الحديث إلى ضرية فيحسن أن نذكر نبذه عنها مع زوجها عمران، نشير فيها إلى ما أنجبا من أولاد جمعوا بين العظامية والعصامية، وإلى ما أضيف إليها من القرية المسماة باسم (ضرية) وحماها المنسوب إليها على مر الاحقاب، وكان مراداً للرواة والعلماء والادباء يهبطون إليه فيستمعون من العرب الخلص الملبين به، وينقلون عنهم مستشهدين بحديثهم ومحاوراتهم ومصطلحاتهم في مرافقهم إذ كان ذلك حين كانت سليقتهم سليمة نقية من أدران اللغات الاخرى على اختلاف صورها وألوانها.
ولست أرى ذلك إكثاراً لم يَحل بطائل، فإن الحديث وإن كان متجهاً إلى خندف أولا مع اعتباره مقدمة لنتيجة أخرى، فالحديث عن أمها مع أبيها وبنيهما
ــــــــــ
(1) ضوى الرجل: ولد له ولد ضاو أي ضعيف، والمراد الحث على الزواج في البعاد الانساب، والنزائع جمع نزيعة، وهي المرأة تزوج في غير عشيرتها. راجع عيون الاخبار (كتاب النساء) ج 4 ص 3