/ صحفة 273 /
فهذا عمرو بن هند ملك الحيرة الجبار، أبوه المنذر الاكبر _ وسليك بن السلكة الشاعر الجاهلي الفاتك المعدود في غربان العرب، أبوه عمير السعدي _ وشبيب ابن البرصاء الشاعر البدوي الاموي، وابوه يزيد _ وابن عائشة العالم بالعربية وأيام الناس، ونسب إلى عائشة بنت طلحة، وابوه عبيد الله بن حفص التيمي _ وسالم بن دارة الشاعر الإسلامي ذو الاحداث الجسام، قال الحلواني في كتاب الشعراء المنسوبين إلى أمهاتهم (دارة لقب أمه، وأسمها سيفاء وكانت أخيذة أصابها زيد الخيل من بعض غطفان من بني أسد وهي حبلى، فوهبها زيد الخيل لزهير ابن أبي سلمى، فربما نسب سالم بن دارة إلى زيد الخيل)(1)
وابن القِرِّية هذا الاعرابي الامي الفصيح الذي قتله الحجاج لاتباعه ابن الاشعث الذي قتل في موقعة دير الجماجم، والقرية جدته نسب إليها _ وأبوه أيوب بن زيد الهلالي، وابن القرية متعالم مشهور ذكره النحاة في أمثلتهم (باب المبتدأ والخبر) إذ يمنعون الإخبار بالزمان عن الذات إلا إذا جدت إفادة، وذلك نحو ابن القرية زمان الحجاج، وترجمته مستفيضة في وفيات الاعيان.
بل ربما طغى اسم الام على اسم الاب حتى يقبر في زوايا النسيان، فلا يعلم بعد، ولا يمكن الوقوف عليه عند البحث والتحري، فهذا: محمد بن حبيب من علماء بغداد، المشهود له باللغة والآداب المتوفى سنة 245هـ، قال العلماء: لا يعرف أبوه.
وما من شك أن للأم في هذه الحالة شأنا خاصا حمل الناس على الجنوح إلى اسمها واستبقائه لقباً لذريتها مع إغفال اسم الاب الذي كان حريا باتخاذه لقباً لهم وذيوعه معرفا لهم وإن لم يتبين إلا بعد البحث والتنقيب.
على أنه لا يحسن بنا الاسترسال حتى نبعد عن الموضوع، ويتناول الكلام ما تقل مناسبته له، فلنعتبر ما سقناه الآن استطراداً لنعود إلى المقصود.
إن استعراض الزمن الذي طرأ فيه اسم خندف ليكشف لنا أنه لم يحدث بعد
ــــــــــ
(1) راجع خزانة الأدب الشاهد الثامن بعد المائتين.