/ صحفة 269 /
هي أحسن) والهنا والهكم واحد) وهذا الميل إلى النصارى قد أحنق كفار قريش عليهم، فتركوا مراجعتهم في الأمور.
وحدث في أيام كسري پرويز، فترة صحوة الموت بالنسبة للفرس والروم جميعاً، أن أرسل كسرى جيشا بقيادة شهر براز لمقاتلة الروم، فغلب هؤلاء، فشمت بهم كفار قريش، ولما نزلت الآية قال أبو بكر للمشركين: لا أقر الله أعينكم والله ليظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين. فكذبه أبي بن خلف وقال اجعل بيننا أجلا انا حبك عليه فخاطره على عشر قلائص من كل واحد منهما وجعل الأجل ثلاث سنين. وأخبر أبو بكر النبي عليه الصلاة والسلام، فقال البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر وماده في الأجل. فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين.
وذاع حديث هذه المناحبة عند الفرس، وكان فيهم نصارى وعلى حدودهم النصارى كذلك، فقرت عيون هؤلاء بحب المسلمين لهم وتأييدهم لدينهم الذي طالما عذبهم المجوس من أجله، والذي استهان به كسرى فاستولى على اهم رمز له وهو خشبة الصليب وأتى بها إلى المدائن.
وتمضى الأيام، وتدور الدائرة على الفرس، ويشاع من فارس أن كسرى قد حقد على قائدية شهربراز وفرخان وأنه أراد أن يقتل أولهما الثاني فأبى فطلب من فرخان قتل أخيه فأبى كذلك، وان انتصاره الأول كان بفضل شجاعة وذكاء هذين الأخوين، وأنهم قد اتفقا مع أمبراطور الروم لحرب كسرى فحاربون وغلبوه، وجاء الخبر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية، ففرح ومن معه {الطبري ج 2 ص 142 ـ 143}.
يتحدث الفرس في هذا كله، ويتأكد لديهم أن دولتهم قد أدبرت، وأن دولة جديده ودينا جديدا قد لا ح فرجهما. ويترامى إلى الفرس ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرب منه فارسياً منهم اسمه سلمان، وأنه يقرب كذلك عبدا حبشياً اسمه بلال،