/ صحفة 268 /
نفس كسرى پرويز وتشيع بين الفرس قصة انفصام طاق ملكه من وسطها، وكيف انخرقت عليه دجلة العوراء، ويشيع بين الفرس أن حزاته قد اضطربوا وأنهم قد خشوا أن يقولوا له انه حيل بينهم وبين علمهم فهم لا يقدرون على شيء ويشيع بين الفرس أن أحد هؤلاء الحزاة (السائب) وهو عربي يعتاف اعتياف العرب، قل ما يخطئ، بعث به باذان حاكم اليمن لكسرى، قد بات في ليلة ظلماء علي ربوة من الأرض يرمق برقا نشأ من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق، فلما أصبح ذهب ينظر إلى ما تحت قدميه فإذا روضة خضراء. فقال فيما يعتاف لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق تخصب عنه الأرض كأفضل ما أخصب عن ملك كان قبله، ويعيد كسرى بناء الطاق ويعيد سكر دجلة فقد أفهموه أن حسابه قد وضعوهما على النحوس، فلما اختلف عليهما الليل والنهار وقعت النحوس على مواقعها فزال كل ما وضع عليها. وعمل كسرى في دجلة ثمانية أشهر، وأنفق فيها من الأموال ما لا يدري ما هو، حتى إذا فرغ سالهم أيجلس على سورها قالوا نعم. فأمر بالبسط والفرش والرياحين فوضعت عليها، وأمر بالمرازبة فجمعوا له واجتمع إليه اللعابون، ثم خرج حتى جلس عليها فبينا هو هنالك انتسفت دجلة البنيان من تحته فلم يستخرج الا بآخر رمق {تاريخ الطبري ج 2 ص 144 طبعة مصر}.، و يشيع بين الفرس أن كسرى قد اضطربت اعصابه , وان زائر قد الم به بالهاجرة التي كان يقيل فيها، وامره أن يسلم وأن زيارة هذا الطيف قد تكررت ثلاث مرات في السموات الثلاث الأخيرة لحياته {تاريخ الطبري ج 2 ص 144 طبعة مصر}.، وكان الزائر ممسكا بيده عصا ويقول لكسرى انك قد أبيت علي والله ليكسرنك الله كما أكسر عصاي هذه ثم كسرها، وكسرى يقول له انصرف انصرف (بهل، بهل).
والفرس يتحدثون بما ذاع في قريش والجزيرة العربية من جدل حول قوله تعالى (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون). فان المسلمين كان فيهم ميل إلى النصارى، والقرآن يقول: (ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي